الأخبار
- تقارير وتحليلات
إدارة التغذية المدرسية بالعاصمة تتجشأ من التخمة واليمنيون يموتون جوعاً: الحبيشي ولصوص القمح
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 11 أغسطس, 2017 - 06:22 مساءً
هذه المرة، كان على "أبو رباب" أن يعود إلى منزله وهو يجر حماره وأذيال الخيبة.
يناهز أبو رباب عقده الخامس، وهو أب لأربعة أبناء وسبع بنات، أكبرهن معاقة حركياً، فيما تعاني إحدى شقيقاتها من روماتيزم في القلب، وأخرى من قصور في السمع، ورابعة وجدت نفسها فريسة التوحد.
وقد انتظر أبو رباب الذي يعاني من إصابة في عموده الفقري بحادث سيارة، أقعدته عن العمل قرابة شهرين، ليحصل على كيس القمح من برنامج الغذاء العالمي، عبر مشروع التغذية المدرسية كما جرت العادة.
كان أبو رباب أحد المسجلين في كشوفات المعونات الغذائية، لكنه فوجئ هذه المرة بعدم وجود اسمه في الكشوفات، فقد تم استبدال إسم آخر في خانة اسمه.
لكن فساد إدارة التغذية المدرسية لم يقف عند حد التلاعب بالكشوفات واستبدال الأسماء، فقد كشف خالد الحبيشي وهو من كبار المخرجين الصحفيين في اليمن ومولع بالروايات والأفلام العالمية عن فساد عميق ينخر مخازن المعونات الشهرية القادمة من المنظمات الاغاثية الدولية، في بلد يرزح تحت الحرب ويعيش أكثر من ثلثي سكانه على خط المجاعة.
"إنها قضية آلاف الأسر يتم تمريغها بالتراب، أسر تعيش في العراء وتنتظر لعدة شهور كيس بُر، يأتي حيناً ويذهب للسوق السوداء في معظم الأحيان" يقول الحبيشي الذي فتح ملف فساد التغذية المدرسية على مصراعيه ، على صفحته في الفيسبوك .
بث الحبيشي عشرات المنشورات المدعّمة بالصور الميدانية عن فساد التغذية المدرسية في أمانة العاصمة وتعز، وبدا الحبيشي شجاعا وهو يؤدي مهمة صحفية فيما يعيش عشرات الصحفيين في معتقلات سلطة الانقلاب، والمئات خارج البلاد التي باتت فيها الصحافة مهنة لاتعني سوى الموت.
ويدير مشروع التغذية المدرسية في وزارة التربية والتعليم بأمانة العاصمة المسؤول الحوثي حمود الأخرم فيما يتحكم بإدراتها في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلاب مدراء حوثيون.
قبل ثلاث سنوات لم يكن الأخرم شيئاً مذكوراً ، لكنه الآن يمتلك عدة شركات في مجال: النفط والغاز والنقل والتخزين، إلى جانب استثماره لحصة ليست بقليلة من المساعدات الغذائية لحسابه الخاص .
إنه واحد من تجار الطفرة الحوثية والأغنياء الجدد الذين صعدوا على عاتق السوق السوداء واقتصاد الحرب.
مع بدء برنامج الغذاء العالمي تنفيذ مشاريعه الإغاثية في المحافظات التي يديرها الانقلابيون وضع الحوثيون البرنامج أمام خيارين : إما أن يكون التغذية المدرسية شريكاً في الاشراف وتوزيع الحصص الغذائية عبر المدارس، وإما أن يرمي برنامج الغذاء العالمي معوناته في البحر، وهو مايعني أن يموت اليمنيون المحتاجون والنازحون جوعاً .
يقول الحبيشي: "المسؤولون في «الأمم المتحدة» و «برنامج الغذاء العالمي» لايثقون في مشروع التغذية المدرسية، لكنهم مضطرون للتعامل معه باعتباره الجهة الممثلة لـ«وزارة التربية والتعليم» والوزارة تدير المباني المدرسية والمدرسين المنتشرين حتى في المناطق النائية وصعبة الوصول".
إثرتلقيه تهديدات من مدير عام التغذية المدرسية ، كشف الحبيشي، عبر هاشتاج #فساد_التغذية_المدرسية، عن نماذج أخرى من فساد التغذية المدرسية ، منها ما تضمنه تقرير الأمين العام لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا ، عن تلاعب لجنة الصرف التابعة لـ«التغذية المدرسية» بالمواد الغذائية اثناء عملية الصرف في مبنى مركز السلام التابعة للجمعية بتاريخ 2017/6/4م.
وقال فهيم سلطان القدسي، الأمين العام لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً في مديرية معين ، بأمانة العاصمة إنهم لاحظوا صرف عدة حصص غذائية لنفس الشخص وبعد متابعته تبين أنه يقوم بتسليمها لأحد التجار. كما يضيف القدسي : تواصلنا مع بعض الحالات المعروفة لديهم والمعتمدة في الكشوفات وتبين أنها لم تستلم رغم أن لجنة الصرف أفادت باستلامهم .
أما زعفران علي ناجي (?? عاما) التي منعت من دخول المدرسة لاستلام حصتها ، فقد قفزت من فوق السور وكسرت يدها، لتكتشف أن اسمها أكلته الأرضة.