×
آخر الأخبار
  "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء غارات عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء "القسام" تعلن قتل خمسة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا ‫ تقرير حقوقي: نصف مليون جريمة قتل ارتكبتها عصابة الحوثي بحق اليمنيين خلال عشرة أعوام الحكومة اليمنية تعلن اعتزامها فتح سفارتها في دمشق مليشيا الحوثي تنظم دورات عسكرية لموظفي النقل في صنعاء "زنازين متعددة" .. صحفي يسرد تفاصيل سجن الأمن المركزي للحوثيين بصنعاء الوحدة التنفيذية تدعو لإنقاذ النازحين في مأرب من موجة البرد "كل شيء ذهب".. كيف دمرت قوات الاحتلال مخيم جباليا للاجئين؟ لدورهم في غسل الأموال .. عقوبات أميركية على 12 فرادا وكيانا حوثيا

منجزات الانقلاب.. «الطيار المقوت» و «المقوت الرئيس»

العاصمة اونلاين/ خاص


السبت, 12 أغسطس, 2017 - 04:16 مساءً


أعلى سيارة هيلوكس انخفض جزئها الخلفي، جراء حمولة فائضة من أكياس القات الصفراء، فيما ارتفعت العجلتان الأماميتان للهيلوكس، مسافة عن الأرض، وقد بدتا وهما معلقتان في الهواء.

وفي هيئة انطلاق كتب مقبل الكوماني، بسخرية لاذعة: الإقلاع الجديد حسب التخصص الجديد. اربطوا العلاقيات، عفواً الأحزمة. ونشر الكوماني تعليقه على صورة الهيلوكس الى جوار هاءات متكررة ورموز من وجوه ضاحكة.

في طفولته ظلت فكرة التحليق في الأجواء تراوده بقوة، وبإرادة صلبة وعزيمة عالية راح طالب ثانوية الفاروق في محافظة إب الخضراء، يقترب من حلمه الشاهق، حتى عانقه في الأعالي، كواحد من أبرز وأمهر الطيارين اليمنيين في القوات الجوية.

يقول الكابتن مقبل، بلغة أدبية عالية: كنت وفي ظل الجمهورية أعانق السماء، أداعب وألامس تلك السحب التي لا يصل إليها أحد، إلا من عشق السماء وعشقته، أداعب وألاعب تلك الغيوم وألامسها بطرف جناحيّ، أنزل وأعلو كما يحلو لي، نعم كانت السماء فضائي الرحب الذي لا ينازعني عليه أحد .

حتى وهو في الجو، كانت روحه المرحة، وبسمته المميزة تحلقان معه ، وفي أكثر تحليقاته الجوية كان الكابتن مقبل الكوماني يداعب أهله وأصدقاءه، أثناء مداعبته للغيوم : "أنزل على مستوى أدنى ارتفاع، لأزعج أهلي وأصدقائي بصوت طائرتي وأمتعهم ببعض الألعاب الجوية".

لكن الطيار الشاب الذي أحب الحرية وعشق الطيران حد الجنون، كاد يفقد عقله وهو يرى وطنه الذي صال وجال في فضائه الرحب، يضيق ويهبط إلى حضيض كل المستويات، في زمن الانقلاب المليشاوي.

وبما يشبه بياناً جمهورياً رقم واحد، كتب الكابتن الكوماني على صفحته في الفيس بوك  منشوراً، رأى فيه كثير من الناشطين وثيقة تاريخية تشهد على أسوأ مرحلة تعيشها الجمهورية اليمنية، على مدار تاريخها القديم والحديث وتوثق لمرحلة يتم فيها تقويض النظام الجمهوري من جذوره.

وكتب الطيار في البيان التاريخي عن واقعه في ظل سلطة المليشيات وكيف أنه أضحى عاطلاً عن العمل وراتبه مقطوع، الأمر الذي دفعه ليهبط بأحلامه العالية من الفضاء الرحب إلى قاع حانوت يبيع فيه القات ليعول أسرته .

"ها أنا اليوم أصبحت أعانق علاقيات القات في دكان صغير لا تتجاوز مساحته متر مربع بعد أن كانت السماء متنزهي".

وبلغة واعية، تتجاوز حدود القضية الشخصية إلى ما هو أبعد وأعمق، يحلق الكابتن الكوماني بقضيته على امتداد السياقات التاريخية والوطنية لليمن بعمومه، في قضية تمس جوهر نظامه الجمهوري وتتهدد كل حاضر ومستقبل اليمنيين والبلد: " نعم أصبح هذا هو حالنا وأصبحت هذه هي المخرجات التي يجب أن نؤمن بها في ظل مدخلات دولة تسيطر عليها سلالة كهنوتيه عنصرية، ذنبي أنني خلقت يمنياً حميرياً قحطانياً لكي يصبح وضعي هكذا وحياتي".

خلاصة عهد
تعليقاً على جوهر القضية، يقول وزير الثقافة السابق خالد الرويشان: خلاصة عهد! الطيار الذي أصبح بائع قات! هكذا تريدكم الإمامة يا شعب اليمن. وفي رسالة وجهها الرويشان الى الطيار السابق، المقوت حالياً: مقبل الكوماني.. ستعود قائدا . جمهورية 26 سبتمبر في دمك، وكل جمهوري معك. ستعود قائدًا.. وسيرحلون! مقبل الكوماني !.أنت في قلب البلاد وسماء روحها.

تغادر القضية الشخصية للطيار الكوماني إطارها الشخصي إلى سياقها الطبيعي على مسار التاريخ الوطني والجمهوري لليمن، ولقد بدت كذلك منذ الوهلة الأولى التي نشر فيها الطيار صورته وهو يبيع القات في منطقة سعوان في صنعاء، إلى جانب صور وهو في قمرة طائرة حربية في قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء.

لدى الطيار الكوماني الذي حصدت قضيته "الوطنية" تضامناً شعبياً واسعاً قناعة في أن ماتمر به اليمن حالياً حالة غير طبيعية ، يستحيل دوامها وأن شمس الجمهورية الثانية ستشرق حتماً وتحرق الكهنوت .

وقد أعادت صورة الطيار مقبل الكوماني وهو يبيع القات ذاكرة اليمنيين إلى صورة لبائع القات محمد علي الحوثي الذي لايملك حتى شهادة الأول ابتدائي وصار رئيساً لليمن الواقع تحت سيطرة الانقلاب وما تسمى بـ"اللجنة الثورية العليا".

وحول هذا التناقض الفظيع، قال أبو فيصل المأربي: "هذه هي الكارثة: الطيار إلى مقوت والمقوت الى رئيس. هذه هي نتاج ومنجزات عفاش".



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير