الأخبار
- تقارير وتحليلات
يواجه الحوثيين بالبندقية والقلم.. «البطل الذي نسي اسمه»
العاصمة اونلاين/ خاص
الثلاثاء, 15 أغسطس, 2017 - 01:00 مساءً
في وقت كانت فيه قناة المسيرة الحوثية تبث صرخات لأطفال مهترئين، أعمارهم مادون الثامنة عشرة، وهم مدججون بالبنادق والجنابي والثياب البيضاء المتسخة، وذرات القات والبردقان تتناثر من أفواههم أثناء الصرخة وعبارات استفداء لسيدهم عبد الملك الحوثي، كانت قناة سهيل تبث مشهداً مناقضاً لهذا كله.
فإذ أخذ محمد حسن في تقليب القنوات بأزرار الريمونت، بعد شعوره بالغثيان، على الرغم من كراهيته الواضحة لكل الأطراف والقنوات المعادية للحوثيين، وقعت عيناه على الفقرة الأخيرة من برنامج "أنا هنا" الذي يقدمه المذيع الكوميدي محمد الحاوري من جبهات المقاومة الشعبية والجيش الوطني على قناة سهيل.
إلى ما قبل الفقرة الأخيرة من "أنا هنا" لم تكن الصورة قد اتضحت للشاب محمد حسن الذي تخرج من الجامعة قبل ثلاث سنوات ولم يتوظف بعد. ففي غضون أقل من ثلاث دقائق، وجد نفسه أمام قناعات جديدة ومختلفة.
كانت حلقة البرنامج عن أبطال اللواء 21 ميكا بمحافظة شبوة، التي زارها الحاوري برفقة الكومينديان فهد القرني، وتحت عريش على رمال صحراء ممتدة، جلس الحاوري في حوار مع أحد أبطال اللواء، وهو يمسك بيده بندقية راكزة على الأرض، فيما الأخرى تمسك قلماً استله من ياقة بدلته العسكرية.
يقول محمد حسن: "لم اندهش من لياقته ولباقته على الرغم من فتوة سنه، ما أدهشني حقاً هو إيمانه الواعي بالقضية التي جاء من أجلها إلى قلب الصحراء، وحين سأله المذيع الحاوري عن اسمه تجاوز السؤال دون أن يفصح عن اسمه، فالأبطال الحقيقيون يتركون أسماءهم للتاريخ، ولا يكترثون بسردها في غمرة انصهارهم باسم الوطن ومفردته العليا".
وقال البطل الفتى البالغ من العمر 19 عاماً ودفعته الغيرة على الوطن والعرض والدين لمغادرة الثاني ثانوي إلى جبهات الشرعية: أي نعم، أنا طالب أحمل رسالة العلم والسلام لكن المليشيات الحوثية أجبرتنا على حمل السلاح".
ينتمي (ي.م.ن) وهذا هو اسمه الحرفي الذي اقترحه محمد حسن إلى منطقة الحنك من مديرية نصاب في محافظة شبوة، وردا على سؤال المذيع الذي أشار في مقدمة سؤاله إلى حداثة سن من يحاوره وأن الصغار لايقاتلون، قال ي.م.ن: عمري 19 سنة.
يعلق علي حسن، الشقيق الأكبر لمحمد: سن طبيعية وقانونية، إذ عادة ما تنص القوانين والمواثيق الدولية على حظر تجنيد الأطفال ممن دون الثامنة عشرة. يضيف: ي.م .ن ليس طفلاً، إنه أكبر من عمره بكثير من حيث الثقافة التي يمتلكها والقضية التي يحملها ويقاتل من أجلها.
ويمتلك ي. م.ن موهبة في الشعر وصوتاً شجياً في الانشاد، وقد بث في اللقاء قصيدة من ابداعه، توجها بلحن شجي، هو أيضاً من ابداعه، إلى جانب تقديمه أنشودة أخرى ومقطعاً من قصيدة للشهيد نايف الجماعي.
يقول ي م ن: نحن هذه الأيام لافرق بيينا وبين أي شخص، إنما نحن كتلة واحدة ضد هذه المليشيات، وقضيتنا هي واحدة، سواء كنا في إب أوتعز أوصنعاء أو أي مكان في اليمن.
وفيما تنتهي حلقة البرنامج يظل صوت البطل الذي نسي اسمه، يشجي القلب وهو يشدو:
الليله أدعيك ياوثيق العرى ..
تحفظ أهالي اليمن من شر كل العدا ..
الحوثي اللي أتى بالفساد والطغاة .