الأخبار
- تقارير وتحليلات
مواطنون يكشفون لـ"العاصمة أونلاين" عن انتهاكات مرعبة تمارسها مليشيا الحوثي بحق المستأجرين
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 29 نوفمبر, 2017 - 03:50 مساءً
ازدادت شهية مليشيا الحوثي لنهب أموال الناس وأكلها بالباطل، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء بالقوة في نهاية العام 2014م، ولكن هذه المرة بمفهوم آخر، حيث عمدت الجماعة إلى بناء المنازل ونهب الأراضي بالقوة والاستثمار من معاناة المواطنين المعدمين.
مصادر محلية في العاصمة صنعاء تكشف لـ"العاصمة أونلاين" معاناة المستأجرين من أتباع جماعة الحوثي وهمجية مشرفيها وتعاملهم السيئ مع المواطنين إجبارهم على الخروج من المنازل إذا تأخروا في دفع الإيجارات خصوصاً بعد انقطاع المرتبات لأكثر من عام وندرة الوظائف والأعمال بسبب الحرب.
علي الولي، شيخ أحد حارات شارع الرباط يقول لـ"العاصمة أونلاين" أنه يحل العديد من قضايا المؤجرين مع أفراد الجماعة وعادة يكون لديهم اتفاق واحد يفيد هذا الاتفاق بخروج المستأجر بعد مضي شهر من نزولهم وإعفائه من كافة الايجارات المتأخرة، إلا المستأجرين من أصحاب العمارات التابعة للجماعة فإنهم يطردون المستأجرين وعوائلهم فوراً، هذا إن لم يسجن المستأجر أو يقتل.
سالم عيدروس، من أهالي المناطق الجنوبية موظف بشركة الطيران اليمنية، منقطع راتبه منذ عامين ، ساكن سابقا بعمارة المدعو أبو علي أحد متنفذي جماعة الحوثي بالعاصمة صنعاء، تحدث سالم لـ"العاصمة أونلاين" حول العنف الذي مارسته الجماعة تجاهه منذ أسبوع.
يقول سالم، " بدأ المدعو "أبو علي" بطرق الباب الساعة العاشرة والنصف ليلا وأنا بسوق ذهبان أعمل في الحمالة، لترد عليه زوجتي والخوف ملء قلبها من همجية الطرق وتقول له من ؟ يرد عليها وينو زوجك ؟ ليش ما يرد أو هو حرمه؟ أجابته أنني لم أصل البيت بعد وإني لا زلت أعمل في السوق، فرد عليها لمن يجي قولي له يجيب الفلوس والا يقوم يخرج من بيتي الليلة، وصلت تلك الليلة متأخرا متعبا من العمل، في الصباح الباكر أخبرتني زوجتي عما حدث ليلة الأمس".
واستمر سالم بقوله " ذهبت إلى بيت أبو علي حتى استسمح منه يومين حتى أجمع له مبلغ 25 الف إيجار الشهر، فكان رده اذا ما انت كفو لا تستأجر بيوت الناس، سير بلدك الجنوب عند الإماراتيين والسعوديين يدعسوكم ويبهذلوا بحريمكم، تمالكت غضبي وقلت له انا مالي دخل في السياسة، كنت موظف طيران والآن الحمد لله بسبب الحرب بلا رواتب واعمل باليومية عشان أعيش عيالي.
انقضت اليومين ولم أستطع جمع المبلغ كامل واستطعت اقتراض 15 ألف ريال سلمتها له ولكنه رفضها ورماها إلى صدري وقال لي أنا ما جيت اشحت منك وأمر مرافقيه أخذي للحبس الخاص فيه، وتم ضربي بمؤخرة البنادق وسجني من صباح يوم الجمعة وحتى مساء الأحد، وفك صراحي بعد أن أتت زوجتي إليه ترتجي عفوه عني وتنذل له عدة مرات، وفي كل مرة كانت تأتي إليه يرد عليها زوجك داعشي، يرفع إحداثيات للعدوان ولازم نروح فيه الجبهة.
وبعد مضي الليلة ذهبت لعاقل الحارة المدعو "أبو محمد" اشكي حالي عليه ليجيبني بشوف أبو علي لو بيعطيك مهلة شهر مثل باقي الناس وتخرج من بيته والا ما معك إلا رحمته هو صاحب الحق، وعندما ذهبنا انا والعاقل رفض أبو علي المقترح وطالب بخروجي بنفس اليوم والا سيأتي برجاله ويخرجني انا واسرتي للشارع، كنت أقول له يا ابو علي اتق الله احنا بحرب وبلا رواتب وانتم أولاد رسول الله مثلما تقولوا اتقوا الله فينا، قال لي هذاك رسول الله وهذا انا ما علي منه قم انقلع من بيتي والا بدسعك وارمي لحمك للكلاب ، أحمد ربك ما بلغت عليك من زمان انك جنوبي.
ويكمل المواطن "سالم" حديثه قائلا "لم أجد لي ولأسرتي أي شقة للإيجار في الحي وليس لدينا أي معاريف بالعاصمة صنعاء، وقفت متحيرا اقول يا الله ساعدني، أتى بعد صلاة المغرب هو ورجاله وكسروا باب الشقة وبدأوا بأخذ ادواتنا ورموها للخارج استنجدتهم أنا وزوجتي بلبس البيت تحضن ابننا بعد أن صاح من الرعب، ولكنهم رفعوا البنادق لوجهي وقالوا لي حركة واحدة منك وسنفجر رأسك، بعد تهديدهم لي لمدة 10 دقائق أتى أهل الحي وتدخلوا بيننا بأن يظلوا خارج وانا وزوجتي نخرج ادواتنا وفراشنا، استضافنا تلك الليلة أحد جيراننا وتركنا اثاثنا لدى صاحب البقالة".
وفي صباح اليوم الثاني بحثنا عن شقة لم نجد فأخذت زوجتي وابني وجزء من الفراش ونمنا بالحي المجاور لحينا بركن أحد البيوت بوسط البرد، ليمر علينا أبو عمر أحد جيراننا ويرانا ونحن بتلك الحالة فيأخذنا لبيته ويحلف علينا أن نظل عنده لحد ما أجد شقه، أبو عمر اشتهر بملازمته للمسجد والوقوف بوجه أبو علي لدرجة انه يطلق عليه انه ارهابي واصلاحي ويحظى أبو عمر بتأييد أهالي الحي هذا ما ساعده للجلوس ببيته وعدم سفره خارج البلد.
الجدير بالذكر أن عمارة المدعو أبو علي جديدة البناء حيث عرف بأنه لا يمتلك سوى شقته بالحي قبل أحداث 2014 واستغل مكانته بوسط المليشيا ليبني العمارة المكونة من 8 شقق، هذه إحدى القصص التي ظهرت للعيان وما خفي كان اعظم.