×
آخر الأخبار
عمران.. فتاة تقتل والدها بعد خلاف نشب مع والدتها  الخوف من المصير المحتوم يدفع قيادة الحوثي للفرار من صنعاء وتهريب الأموال إلى الخارج "مصابيح خلف القضبان".. تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين في اليمن تخزين مليشيا الحوثي للأسلحة في الأحياء السكنية يثير قلق سكان صنعاء جامعة إقليم سبأ تطلق 4 دورات إعلامية تخصصية لتأهيل 100 إعلامي في محافظة مأرب "الصحفيين اليمنيين" تدين جريمة مقتل الصحفي "المقري" على يد تنظيم القاعدة تعز.. إصابة طفل في قصف حوثي على حي سكني تنظيم "القاعدة" يكشف عن إعدامه 11 يمنيًا بينهم صحفي بعد سنوات من اختطافهم  مأرب .. الأوقاف تكرم خريجي الدفعة السادسة لجمعية الضياء لتعليم القران الكريم   بدء أعمال الملتقى المحلي للشباب من سبع محافظات يمنية

اليمن.. من تيفوئيد الإمام إلى كوليرا الحوثي

العاصمة أونلاين - خاص


السبت, 19 أغسطس, 2017 - 06:28 مساءً


ضمن شهادتها على بشاعة المملكة المتوكلية وجرائم الحكام الأئمة بحق اليمنيين والمرضى، ترصد الطبيبة الفرنسية والباحثة في السلالات البشرية كلودي فايان واقعاً مأساوياً وكارثياً للوضع الصحي الذي عاشه اليمنيون في زمن السلطة الكهنوتية، وهو واقع يتطابق تماماً مع الحالة الصحية التي آلت إليها اليمن في عهد الحوثيين، الأئمة الجدد.
 
معسكر إبادة
 
تنقل فايان في كتابها العالمي الشهير (كنت طبيبة في اليمن ) والمترجم إلى عدة لغات عالمية صوراً مرعبة من داخل مستشفى تعز الوحيد في عهد الإمام يحيى ونجله أحمد .
 
لنبدأ مع فايان من غرف تمريض النساء: " حجرات منخفضة لا نوافذ لها.. زرائب بكل معنى الكلمة تمددت فيها النساء الواحدة بجوار الأخرى على أرض قذرة، ومع الكثير منهم أطفالهن.. قد يخيل للإنسان أنه يستطيع أن يتصور فظاعة وشناعة كهذه، ولكن مشاهدة هؤلاء النسوة في هذه الزرائب أكثر سوءاً من كل ما قد يخطر على البال" .
 
وأضافت "لقد قرأت كما قرأ الناس أوصاف معسكرات الإبادة والإفناء، ولكني هنا رأيت بأم عيني امرأة تحتضر وهي راقدة فوق برازها، رأيتها تنهض وتستند على كوعها وتناولني طفلها المبلل وهي في النفس الأخير تتضرع وتتوسل".
 
تقول الدكتورة فايان : " التفت الدكتور ريبوليه إلي وقال: (والآن ها أنت قد رأيت كل شيء) إنه قبيح أن يعمل الانسان كل يوم في مثل هذه الظروف ولكن ماذا يعمل والأدوية لاوجود لها؟ والإمام لا يقدم ريالاً واحداً للمستشفى القديم .." كان الدكتور ريبوليه يقدم لمرضاه العلاجات الضرورية من عنده فلم يكن في صيدلية المستشفى غير رفين يزودان بالأدوية كل خمسة عشر يوماً، أما قاعة الجراحة فقد كانت خالية من كل شيء" .
 
من داخل حجرات تمريض الرجال، تنقل فايان هذه المشهد المرعب: "وقد مررت بها واحداً واحداً، فوجدت نفس المنظر المذهل المفزع : رائحة كريهة، السرير عبارة عن قوائم شدت عليها الحبال، وليس عليها أغطية.. أجسام هزيلة شبه عارية.. شعروا بوجودي فتحركوا قليلاً، وحاولوا الوقوف مدوا أيديهم نحوي، ارتفعت أصواتهم تتوسل وتتضرع بحرقة وألم، لقد كنت شيئاً جديداً عندهم، لقد كنت شعاعاً من الأمل رأوه قبل موت لا مفر منه كثيرون منهم مشرفون على الموت.."
 
 
ومن ضمن المشاهد المحزنة: نظر إلي الممرض وقال: تيفوس.. ولكن كل هؤلاء المرضى جميعاً ليس لهم أدوية.. عشر حجرات للرجال على هذا المنوال.. لقد كنت أشعر أني تحت كابوس لعين... وصيدلية الحكومة خالية من كل العلاجات، وكل ما يستطيع المرضى عمله، هو أن ينتقلوا من أمير إلى أمير يستجدون الصدقة التي يشترون بها العلاج "
 
السوق السوداء للأدوية
 
"..العلاجات باهظة الثمن بصورة مزعجة.. وقد أخبرني الممرض أنه لا يكاد يقدر على شراء العلاج إلا خمسة من كل عشرين مريضاً وهؤلاء الخمسة لن يستطيعوا شراء العلاج مرة ثانية, ولن يجدوا من يشرف عليهم. وبالتالي لن يشفى أحد منهم ، بدون شك "
 
وعكة الإمام
 
تتحدث فايان هنا عن تجار انكليز جاءوا إلى تعز للاستثمار وبعد طول انتظار اضطروا لمغادرتها وما إن وصلوها حتى فوجئوا بخبر مزعج هو أن الإمام قد أجريت له عملية جراحية كانت كافية لشل كل نشاط وكل حركة في البلاد..! وعجزوا عن الحصول على أي اتفاق أو جواب على مقترحاتهم، فالإمام إذا توعك فإن أحداً لا يستطيع أن يعمل شيئاً ".
 
وتابعت، "..ثم رفعت عائلة أحد الأمراء شكوى ضدي إلى الإمام.. لأنهم طلبوا مني أن أنتظر أكثر من ساعة حتى يذهبوا إلى الصيدلية يحضرون منها حقنة ليست عاجلة.. ورفضت الانتظار لأن أعمالي كانت كثيرة.. وقد قال الأمير محتداً «إذا مرض الأمير فعلى المدينة كلها أن تنتظر» وقد دهشت أن أجد أميراً، يتظاهر بالتدين، أنانياً يدعي أن من حقه أن يسخر لخدمته الطبيب الوحيد في مدينة كبيرة .. "
 
هذه هي الصورة الأبشع والأشنع والأفظع ، صورة تكشف فيها فايان عن عنف الإذلال والإهانة التي مارسها الإماميون السلاليون بحق اليمنيين . صورة تكشف الفارق المهول بين بول الأمير ودم مريضة يمنية في زمن الطاغوت اللعين، فتحليل الدم وحده هو الذي يبين سبب الحمى المستمرة عند إحدى مريضاتي التي يزداد حالها سوءاً..
 
وعبثاً تقدمت بعدة طلبات.. وانقضت نحو عشرة أيام رأيت بعدها أني لم أعد أستطيع الانتظار...وجاءت الفرصة المرتقبة...فقد أصيب أمير صغير بتعب خفيف، ورفضت أن أشخص ألمه قبل أن أفحص البول.. ولما كانت المسألة تتعلق بأمير.. فقد تلاشت كل الصعوبات بمعجزة...وأخطروني أن المعمل تحت تصرفي في اليوم التالي. وهكذا ذهبت وأنا عامرة بالأمل والرجاء، وفي حقيبتي نوع من دم مريضتي النائمة في المستشفى..
 
خيبة أمل..!
 
لقد كان بانتظاري في باب المعمل.. وزير الصحة العمومية.. ومدير المستشفى وسكرتيريهم.. وصيادلة المستشفى.. وصيدلي الإجزخانة المركزية ..ونصف دستة من العساكر، يحمل أحدهم الزجاجة الغالية.. وقد رجوني أن أقوم بالتحليل فوراً أمام أعينهم  جميعاً وقالوا لي إن المعمل سيقفل في الحال.
 
معمل كئيب.. هجروه منذ عامين.. آلة التقريط المجهري، مقياس الضوء فرن التجفيف والتطهير.. لا شيء ينقص ولكن لا شيء يؤدي وظيفته" . علماً بأن هذا المعمل تبرع به لمرضى اليمن " ستالين".???

تطابق 
 
أصبح قطاع واسع من اليمنيين على قناعة تامة بأن واقعهم الحالي في ظل سيطرة جماعة الحوثي يتطابق تماماً مع الحالة الصحية في عصر الإمامة، من حيث انتشار الثالوث القاتل "الجهل والفقر والمرض".
 
حيث بلغ عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في اليمن نصف مليون حالة، حسب منظمة الصحة العالمية. وفارق ما لا يقل عن 1975 شخصا الحياة منذ بدء انتشار داء الكوليرا في نهاية إبريل/نيسان الماضي.
 
وقالت المنظمة إن عدد الإصابات اليومية الجديدة قد انخفض مؤخرا إلا أن خمسة آلاف شخص يصابون بالعدوى يوميا. وقد انتشر المرض بسبب تدهور أوضاع النظافة والصرف الصحي وانقطاع إمدادات المياه.
 
ويحرم أكثر من 14 مليون شخص من إمدادات المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي وجمع القمامة في اليمن، بسبب الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وحليفها المخلوع صالح على الشعب اليمني.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير