×
آخر الأخبار
عمران.. فتاة تقتل والدها بعد خلاف نشب مع والدتها  الخوف من المصير المحتوم يدفع قيادة الحوثي للفرار من صنعاء وتهريب الأموال إلى الخارج "مصابيح خلف القضبان".. تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين في اليمن تخزين مليشيا الحوثي للأسلحة في الأحياء السكنية يثير قلق سكان صنعاء جامعة إقليم سبأ تطلق 4 دورات إعلامية تخصصية لتأهيل 100 إعلامي في محافظة مأرب "الصحفيين اليمنيين" تدين جريمة مقتل الصحفي "المقري" على يد تنظيم القاعدة تعز.. إصابة طفل في قصف حوثي على حي سكني تنظيم "القاعدة" يكشف عن إعدامه 11 يمنيًا بينهم صحفي بعد سنوات من اختطافهم  مأرب .. الأوقاف تكرم خريجي الدفعة السادسة لجمعية الضياء لتعليم القران الكريم   بدء أعمال الملتقى المحلي للشباب من سبع محافظات يمنية

بعد أكثر من عامين على الانقلاب .. شبح الانهيار يهدد التعليم في أمانة العاصمة

العاصمة أنلاين - خاص


الإثنين, 21 أغسطس, 2017 - 09:42 صباحاً

جامعة صنعاء

يعتبر التعليم هو الركيزة الأساسية التي تستقيم عليها أي دولة، ومن خلالها تصبح في مصاف الدول العظمى سياسيا وثقافيا واقتصاديا وعلميا، وعندما تولي الدولة جل اهتمامها بالعملية التعليمية وكوادرها بالتأكيد ستتفوق هذه الدولة بأجيالها المتعلمة تعليما راسخا متحررا من الطائفية المقيتة. 
 
لكن منذ أن أسقطت المليشيات الانقلابية العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م واستولت على مؤسسات الدولة وكل مقدراتها ومنها المؤسسة التعليمية، أصبح التعليم في أمانة العاصمة على " شفا جرف هار "
حيث قضت هذا المليشيات على المؤسسة التعليمة من جميع النواحي إلى حد أصبحت فيه الشهادة الجامعية اليمنية غير معترف بها دوليا، نظرا لعدم التزام المليشيات بقوانين التعليم وسعيها إلى توجيهه لخدمة أفكارها الطائفية بواسطة تغيير المناهج واستبدال مدراء المدارس والجامعات والكوادر التعليمية بكوادر تحمل أيديولوجية المليشيات الانقلابية وغيرها من الانتهاكات الصارخة التي تصيب المؤسسات التعليمية وأهدافها في مقتل.
 
تدير المليشيات الانقلابية تنفيذ خطة لتدمير العملية التعليمية وتدمير مقوماتها، فقد عمدت المليشيات الانقلابية إلى حرمان مئات الآلاف من الكوادر التربوية والأكاديمية من رواتبها، كما أقصت البعض وحرمته من حقه في التوظيف وأداء واجبه الوطني في تعليم الأجيال، بسبب عدم قبولها الإنسياق وراء مشروع ملشنة التعليم وطائفيته الحاقدة، ولم تشعر هذه الكوادر بنفسها إلا وهي في رصيف الفقر والعوز، بل لجأ البعض إلى امتهان مهن أخرى كالعمل في المخابز وإصلاح الساعات بحثا عن لقمة العيش، كل ذلك كي تفسح المليشيات المجال لكوادر فاسدة وغير مؤهلة ولا تنطبق عليها شروط ومعايير وقوانين التوظيف الأكاديمي والتربوي، وبعبارة أخرى كل من له علاقة باللجان الانقلابية فله حق التوظيف على رأس المؤسسات التعليمية كعمداء ورؤساء جامعات ومدراء مدارس ..... ، لينشر الفكر الحوثي الطائفي بين أوساط المؤسسات التعليمية والتربوية . 
 
 
 قال الأكاديمي د / شادي خصروف " خلف الإنقلاب المليشاوي على مؤسسات الدولة أضرارا كارثية على كافة نواحي الحياة وفي مختلف الأجهزة "
إن الفساد الكارثي الذي أحدثته المليشيات الإنقلابية عم جميع مؤسسات الدولة ومقدراتها وأبرزها المؤسسةالتعليمية فقد حرصت المليشيات أن تظهر أنها عاجزة تماما عن صرف المرتبات، في حين لم تعجز ابدا ومنذ إنقلابها عن رفد جبهاتها القتالية وتمويل أرصدة وجيوب محتسبيها ، حينها اضطرت معظم الكوادر الكبيرة والبارزة للهجرة إلى دول أخرى بسبب أن المليشيات نهبت مستحقاتها ، كما أن بعض  الآخر من الكوادر بدأت تمتهن مهن أخرى كالعمل  في مصانع البُلك (الطوب) والبلاستيك والمخابز وغيرها من الأعمال لتوفير الدخل، ما أدى تدهور التعليم بالنتيجة  .
 
 يذكر أنه إلى جانب احتكار المليشيات الإنقلابية للوظائف لصالح أفردها ومنتسبيها من "آل البيت" ابتداء من الوظائف الإدارية والمكاتب التابعة للجامعات وأبرزها جامعة صنعاء، حيث وظفت المليشيات قيادات للجامعة تابعة لها وتؤمن بهدفها التخريبي وصرختها التدميرية فإن المقاعد الدراسية أيضا في الجامعات اليمنية هي الأخرى لم تسلم من احتكارها لعناصرها  المحسوبين عليها وحتى الموالين لها؛ لأن فكرهم الطائفي المقيت يقوم على اعتقاد أن التعليم محتكر وحصري " للسادة الهاشميين" فقط في حين حرمت المليشيات عشرات الآلاف من الطلبة اليمنيين من حقهم في التعليم الحكومي المجاني ويأتي هذا في سياق التضييق والحرمان من ممارسة الطلبة حقهم القانوني في التعليم .
  وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة وهو : ياترى ما هو حال الطلاب البسطاء الذين لم يحالفهم الحظ أن يكونوا من منتسبي آل البيت ؟! 
يذكر العديد من هؤلاء الطلاب أن العلاقات بينهم وبين الإدارات التعليمية في الجامعات أصبحت قائمة على الوساطة والمحسوبية والابتزاز سعيا منهم للحصول على بعض مماهو لهم أصلا ! هذا كله أدى إلى تدهور العملية التعليمية وتدمير مخرجاتها .
 
وفي قرار وصل الإنتهاك به إلى القمة "أنه في الأماكن التي لم يتسن للمليشيات فرض لجان امتحانية  تسمى "بلجان الجبهات" لمقاتليها، فقد أصدر رئيس ما يسمى باللجنة الثورية محمد علي الحوثي توجيها بمنح الطلبة المقاتلين في الجبهات معدلات لا تقل عن 75% ولا تزيد عن 90%  فكل من هم مقاتلين في جبهات المليشيات يتم قبولهم في الجامعات دون اختبارات قبول !! سعيا منها إلى تدمير التعليم في البلاد وتدمير مستقبل أبناء هذا البلد وتخريج جيل لا يعرف سوى حمل البندقية.
 
أما مدارس أمانة العاصمة فالمليشيات الإنقلابية تحرص من خلالها أيضا إلى ترسيخ فكرها الطائفي الدخيل على المجتمع اليمنى من خلال مناهجها وكوادرها فعلى سبيل المثل لا الحصر فرضت المليشيات حصصا خاصة للإستماع إلى محاضرات زعيم المليشيات السابق حسين بدر الدين الحوثي لتعبئة الطلاب فكريا بمقاطع ومرجعيات حوثية شيعية  عبر أشرطة كاسيت وسيديات  
ففي مدرسة "الكبسي" بحي الجراف في صنعاء يقوم أتباع المليشيات الإنقلابية بجمع الطلاب كل يوم بعد وقت "الراحة المدرسية" إلى أحد الفصول الكبيرة في المدرسة ويفتحون لهم شاشة كبيرة يظهر فيها حسين بدر الدين الحوثي عبر أشرطة مسجلة يتحدث عن أفكار الجماعة والقتال وضرورة الجهاد، وبعد الإنتهاء من المحاضرات يضع المشرفون أسئلة على طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية ومنحهم الجوائز المالية، يأتي هذا ضمن خطة المليشيات الإنقلابية لتدمير التعليم وتجهيل الجيل القادم بإنتهاكها لكل قوانين التعليم في العالم كل ذلك خدمة لمشروعها الطائفي الصفوي .
 
وتجدر الإشارة أن المليشيات فتحت عشرات المراكز وحتى المدارس الحكومية في صيف 2017م تحت مسمى تحفيظ القرآن " المسيرة القرآنية للمليشيات " بهدف ترسيخ الفكر الشيعي الصفوي المقيت  واستدراج الأطفال
والتأثير على عقولهم بالفكر الطائفي وتحريضهم للقتال في معاركهم العبثية ومواجهة قوات الشرعية والجيش الوطني المدافعة عن الدين والعرض ، كما يأتي ضمن خطتها في تكوين جيل يحمل الفكر الشيعي الصفوي يتبناه ويدع له أقرت برنامج ابتعاث سبعة الف طالب إلى قم الإيرانية لدراسة الفكر الصفوي الشيعي .
 
أيضا نشطت المليشيات الإنقلابية في استقطاب الأطفال من خلال المدارس بهدف تجنيدهم ورفد جبهاتها القتالية بهم، وجندت وزارتا الأوقاف والتربية والتعليم الواقعتان تحت سيطرتها  مئات الأطفال من طلبة المدارس خلال الإجازة الصيفية. وكان القيادي في مليشيا الحوثي والمخلوع  "عبدالله القاسمي " في زيارته لعدد من المدارس للإشراف على سير الإمتحانات، يؤكد للطلاب أن الشهادة الحقيقية هي في الجبهة -على حد وصفه - وليست في المدرسة  كما أن المليشيات الإنقلابية خصصت لجان امتحانية تسمى "لجان الجبهات"، حيث تقوم هذه اللجان بأداء عملية الامتحانات نيابة عن الطلبة الذين يقاتلون في الجبهات التابعة للمليشيات. 
 
وتجدر الإشارة إلى أن دراسات اجتماعية ميدانية أفادت أنه وكنتيجة طبيعية لتردي الأوضاع الاقتصادية في اليمن فإن  التعلم فيها عموما أصبح لا يمثل أولوية للطلاب لأن أسرهم غير قادرة على تأمين احتياجاتهم المعيشية الأساسية " الأكل ، الشرب ، دفع الإيجارات ، العلاج .... "  فتسرب المئات منهم من مدارسهم متوجهين إلى التسول وبيع بعض السلع في شوارع العاصمة هروبا من شبح الموت جوعا  والبعض منهم انتقل الى امتهان مهن لا تتناسب مع كونهم أطفال فباتوا غير. قادرين على الإنتقال السلس بين المراحل الدراسية بل حتى من وإلى الجامعة بسبب الأوضاع التي خلفتها المليشيات الإنقلابية.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير