الأخبار
- تقارير وتحليلات
في ظل الانقلاب.. عيدٌ بائس وفرحة مغدورة بصنعاء
العاصمة اونلاين - خاص
السبت, 02 سبتمبر, 2017 - 07:35 مساءً
استقبل الناس في العاصمة صنعاء عيد الأضحى المبارك لهذا العام، في ظل وضع اقتصادي آخذ في التدهور الى مرحلة حرجة ، بحالة بائسة والوجوه يعلوها الوجوم سخطاً من واقعهم بعد ثلاثة اعوام من انقلاب المليشيات الحوثية المسلحة بالتحالف مع الرئيس المخلوع صالح في 21سبتمبر /ايلول 2014م على مؤسسات الدولة الشرعية .
يتصدر الانفلات الأمني ، وتصاعد الانتهاكات بحق المواطنين من قبل المليشيات الانقلابية والارتفاع الباهض في أسعار الأضاحي وكذا المواد الاستهلاكية مع إيقاف مرتبات الموظفين ابرز معضلات المشهد في عيد صنعاء لهذا العام .
يقول مواطن في حي دارس بالعاصمة صنعاء لــ"العاصمة اونلاين " انه شاهد جاره " م.ص " عائداً من سوق الماشية بخاطر مكسور ، فلم يفلح في شراء أضحية نتيجة الارتفاع الباهض في سعرها مع عدم كفاية مابحوزته من مال لشراء الاضحية او حتى حاجياته العيدية الاخرى .
وتؤكد مصادر من السكان ان كثيرا من الأسر انكفأت على نفسها في المنازل نتيجة البؤس ،فلم تتمكن من شراء ملابس جديدة واحتياجات اساسية على الاقل لمواجهة مناسبة العيد ومشاركة الناس الفرحة .
مانفعل بـ"نصف الراتب"؟!
يتساءل المواطن (ع.أ.م) الموظف في وزارة التربية والتعليم بأمانة العاصمة ، "صرفوا نصف راتب بعد سنة من التوقف ،مانفعل به ؟! مايمكن ان تصلح بمبلغ 35000ريال وهذا الموظف مثلي ، اما العسكري فالحال اكثر سوءً ".
ويضيف "الان بعد سنة واربعة اشهر من توقف الراتب ، لاتعرف اين تذهب بهذا المبلغ البسيط وانت مسؤول عن التزامات وديون تراكمت لاكثر من سنة وامامك عيد " يتوقف والحيرة بين عينيه ، ومثله كثيرا من الأسر ،ناهيك عن من دونه من ارباب الاسر ومن هو معدم ويشكوا الفاقة .
ركود اسواق الاضاحي والسلع العيدية
يلاحظ الانسان ثمة ازدحام في اسواق صنعاء بالناس ، وفي الوقت نفسه يلاحظ ركود شديد في اسواق الماشية وضعف غير معهود في الاقبال على شراء الاضاحي وكذالك المواد الاستهلاكية والمكسرات العيدية الاخرى، و تسيطر الكآبة كما لم تسبق على وجوه المارة في الاسواق .
يقول احد الباعة بصنعاء القديمة يدعى " نادر الاصبحي " ان الحركة البيعية في صنعاء القديمة خلال عيد الاضحي لهذا العام مختلفة بشكل غير ملحوظ مسبقاً فالإقبال قليل جدا وثمة زبائن يعودون بالخيبة بعد مفاوضات الشراء لقل ذات اليد –حسب قوله .
ويشير الى ان اغلب زبائن الشراء الفعليين هم اولئك الأشخاص الذي يتحصلون على حوالات نقدية من اقربائهم المغتربين خارج اليمن او قيادات في صفوف جماعة الحوثيين وصالح ،فمنذ الانقلاب برز اثرياء جدد في صنعاء جراء الاستحواذ واختلاس المال العام .
المواطن في حي الدائري الغربي "صالح الفهيدي " هو الآخر يشكو تراكم ايجار منزله ، وعراكاته المستمرة مع المؤجر الذي يحاول اخراجه الى الشارع ثم يتراجع بعد وساطة طرف ثالث ،ويقول الفهيدي" كيف نفرح بعيد كهذا ! المؤجر منتظر ،واطفالك منتظرين والبقالة منتظر ،، وانت لا شيء بيدك"!
اقرباء المختطفين وجع آخر
اقبل العيد على قلوب مكسورة في صنعاء فهناك المئات من الابرياء بينهم صحفيين زجتهم المليشيات الانقلابية في سجونها بصنعاء منذ انقلابها على السلطة الشرعية خريف 2014م ومن وراء كل مختطف قصة انسانية ، وأسرة مكلومة وامهات باكيات المدامع ،وأطفال بخواطر مكسورة بانتظار عودة ابيهم سالماً .
تتحدث ام احد الصحفيين المختطفين عن حال العيد وابنها في سجن المليشيات " الفرحة الكبرى ان ارى ابنى حرا بين اهله ، فنحن نعيش الايام بحزن مستمر فكيف لنا ان نفرح وهو يعاني التعذيب والاعتداء والضرب وحتى منعوا ان نزودهم بغذا وملابس وادوية في كثيرا من الزيارات "
صراع الحوثيين وصالح
الخوف والهاجس الامني لدى سكان صنعاء من بين اكثر الاسباب المقوضة للفرحة العيدية عقب اشتباكات الاسبوع الماضي بين حلفاء الانقلاب الحوثيين والمخلوع صالح في جولة المصباحي جنوب العاصمة والتي راح على اثرها قتلى وجرحى من الطرفين ، وخلقت حالة هلع وخوف شديدن لدى السكان ، كما ان استمرار الانفلات الامني والتوتر بين حلفاء الانقلاب يضاعف من تفشي الخوف لدى السكان الذي ساد الوسط بدلا من الفرحة العيدية .