الأخبار
- تقارير وتحليلات
الأمم المتحدة تعتذر رسمياً للشرعية.. فهل ستكون البداية لتقليص دعمها للحوثيين؟
العاصمة أونلاين - خاص
السبت, 18 أغسطس, 2018 - 10:03 مساءً
في وقائع أكثر وضوحاً، أظهرت التطورات ان الانتقادات الموجهة للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة باليمن فيما يخص تعاطيها مع مليشيات الحوثي الانقلابية وتواطؤها عن جرائم المليشيات بحق المدنيين، لم تعد تهماً تلقى جزافاً فمعطيات الواقع وفقاً لمراقبين تثبت صوابية تلك الانتقادات.
وفي ذات الصدد، قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان، اليوم السبت، اعتذاراً رسمياً للحكومة اليمنية الشرعية عن رسالته الإخبارية لشهر يوليو والتي كانت عن مشاركة المنسق المقيم للشئون الإنسانية لدى اليمن مع مسئولين من قيادة ميليشيا الحوثي ووصفتهم الرسالة بـ"مسؤولين حكوميين".
وبحسب ما نشرت وكالة سبأ، تسلمت المندوبية الدائمة لليمن اليوم في الامم المتحدة رسالة الإعتذار من الصندوق والتي أقر فيها بوقوع الخطأ مع تأكيد الصندوق أنه خاطب المكتب الاقليمي بتصحيح ذلك في النسخة الالكترونية للرسالة الإخبارية متعهدا بعدم تكرار ذلك مستقبلا، مؤكداً ان الصندوق لا يعترف الا بالحكومة الشرعية وبالتزامه الكامل للقرارات الدولية.
وكانت مندوبية اليمن قد بعثت رسالة احتجاج شديدة اللهجة بتاريخ 9 اغسطس الجاري الى صندوق الامم المتحدة للسكان طالبت فيها بالاعتذار وتصحيح الخطأ والامتناع عن التعامل مع المليشيا الانقلابية باعتبار ذلك تجاوزاً للقوانين والاتفاقيات الدولية وميثاق الامم المتحدة .
لماذا لا تتواجد بعدن؟
وفي الوقت الذي غادرت جميع البعثات الدبلوماسية العاملة في صنعاء بعد انقلاب مليشيات الحوثي الانقلابية على السلطات الشرعية نهاية 2014م، باعتبار المدينة اصبحت في قبضة عصابات انقلابية، أبقت الامم المتحدة على جميع منظماتها العاملة في صنعاء بالوضع ذاته في توجه للتطبيع مع المليشيات الانقلابية.
وتتمسك المنظمات الاممية باعتماد صنعاء مركز رئيساً لأنشطتها وتتواجد فيها بكامل ثقلها، وباتت تقتصر أنشطة تلك المنظمات كذلك على خمس محافظات يمنية تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، مع إن السلطات الشرعية أعلنت عدن عاصمة مؤقتة لليمن وبما يشمل ذلك اعتبارها مركزاً للنشاط الاغاثي والانساني للمنظمات الدولية إلا أن الاخيرة تمسكت بالبقاء في صنعاء في ظل سيطرة مليشيات الحوثي التي مكنتها من الاشراف على توزيع المساعدات.
وعلى مدى الحرب المستمرة لما يزيد عن ثلاثة أعوام، ارتكبت مليشيات الحوثي سلسلة طويلة من الانتهاكات بحق المدنيين في مناطق متفرقة باليمن، بينها زراعة الالغام ونسف منازل خصومها السياسيين واستهداف الاحياء السكنية في تعز ومارب بالقذائف العشوائية التي تستهدف عادة النساء والأطفال، وتجنيد آلاف الأطفال بالقوة وآلاف وقائل القتل والخطف والنهب التي يمارسونها وغيرها من الجرائم، إلا ان المنظمات الدولية تتجاوزها باستمرار دون الادانة أو الاشارة للفاعلين بينما تظهر تعاملاً مختلفاً حيال السلطات الشرعية.
بيع المساعدات
رصد "العاصمة أونلاين" خلال الشهر المنصرم، عدة أصناف من المواد الاغاثية التي تحمل شعار برنامج الغذاء العالمي تباع في متاجر وأسواق العاصمة صنعاء بينها زويت طبخ وأرز وأنواع من البقوليات وغيرها.
وتصل أسبوعياً شحنات متتالية من المواد الاغاثية والغذائية عبر مطار صنعاء الدولي مقدمة من منظمات دولية، بينما يتسلمها الحوثيون بغطاء رسمي من تلك المنظمات ويعملون على توزيعها على المقربين منهم ومن يقاتل في
صفوفهم، ثم يبيعون كميات ضخمة في الأسواق ويحرمون مستحقيها من الفقراء والمحتاجين.
ويشتكي النازحون وسكان بصنعاء من حرمانهم تماماً من أي مساعدات، متسائلين عن مصير الاطنان الضخمة منها والتي تصل أسبوعياً عبر مطار صنعاء.