×
آخر الأخبار
الصحفي"عمران": المبعوث الأممي لليمن ونائبه يتحملان مسؤولية استمرار تغييب قحطان في سجون الحوثيين  "بن عديو": الإفراج عن قحطان مطلب وطني لا يجوز التفريط به وفاء لدوره الوطني الكبير رئيس مجلس الشورى: الإفراج عن السياسي المخضرم قحطان من أولوية وفد الحكومة المفاوض "أمة السلام الحاج" تتحدث عن أثر التغييب القسري لـ"قحطان" على أسرته في ظل رفض "الحوثيين" المستمر الإفراج عنه "هادي هيج":استمرار إخفاء "قحطان" تهديد واضح لجهود السلام في اليمن في وقفة بتعز.. أمهات المختطفين تطالب بضغط دولي لحل قضية المختطفين مصدر مطلع يسرد تفاصيل مقتل قيادي حوثي برصاص نجل "مبارك المشن" وسط صنعاء جامعة إقليم سبأ تستكمل التحضيرات لإطلاق المؤتمر الطبي الأول هيئة الطيران المدني تنفي ما تم تداوله بشأن عدم تمكن طائرة الخطوط اليمنية من الهبوط بسبب خلل فني مسؤول حكومي يبحث مع الوكالة اليابانية "الجايكا" توسيع مشاريعها في اليمن

كيف يواجه اليمنيون خطاب الحوثي الاستعلائي ومحاولة تطييف المجتمع؟

العاصمة أونلاين - خاص


السبت, 16 سبتمبر, 2017 - 03:57 مساءً


 
أثار تسجيل صوتي تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ويعود لإحدى القياديات الحوثيات وهي تتحدث على إذاعة صنعاء (البرنامج العام)، عن أحقية أسرة بدر الدين الحوثي في حكم اليمنيين إلى الأبد، أثار هذا ردود أفعال غاضبة من مختلف الشرائح والمكونات الاجتماعية اليمنية، والذي يتزامن مع احتفال مليشيا الحوثي بذكرى ما يُسمى بعيد "الغدير".
 
وزعمت المذيعة التي تحدثت بإسهاب عن "أحقية أسرة بدر الدين الحوثي حكم اليمنيين كامتداد الهي ووريث نبوي". وقالت "الله اصطفى ذرية علي واصطفى من ذرية علي هذا الزمان عبدالملك الحوثي".
 
وكشفت بشرى الحوثي في ذلك التسجيل، عن المشروع الحقيقي لمليشيا الحوثي التي تحاول من خلال استغلالها لوسائل الاعلام الرسمية، المقروءة والمرئية والمسموعة، ترسيخ مبدأ العنصرية، وذلك من خلال منح مليشيا الحوثي صك الاصطفاء وحكم اليمنيين حتى قيام الساعة، وهو ما يتعارض مع النظام الجمهوري، والتعددية السياسية التي أقرها دستور الجمهورية اليمنية، وتعمل على تحويل المجتمع الى مجرد عبيد لما يُسمى بالسيد، لا يحق لهم اختيار الحاكم، أو حتى التفكير في هذا الأمر، لأنها منوطة إلهيا ومكلفة رسمية لما يُسمى بالسيد القائد حد زعمهم.
 
وفي هذا الصدد، أكد عدد من الباحثين والسياسيين اليمنيين، على خطورة هذه الأفكار العنصرية التي تلغي حق الشعب اليمني في اختيار حاكمه، مشددين على ضرورة مواجهة هذه النظرية الثيوقراطية العنصرية التي تقول بأحقية أسرة بالحكم والعلم كامتداد الهي، ووريث نبوي، لا يحق لأحد مناقشة هذا الموضوع أو مجرد التفكير فيه.
 
تفاهات مشدودة للماضي
 
"تفاهات مبتكرة مشدودة للماضي الكئيب الأسود"، هكذا علق الصحفي اليمني فتحي أبو النصر على ذلك الخطاب، مؤكدا أن هذه الأفكار "محاولات سخيفة لتجيير المجتمع لصالح سلالة باسم الدين".
 
واستغرب "أبو النصر" من تلك الأفكار التي يتم وضعها وبكل ثقة من قبل مليشيا الحوثي وعبر وسائل الاعلام الرسمية المختلفة والتي تم السيطرة عليها عقب دخولهم العاصمة صنعاء في الــ 21 من سبتمبر 2014م. وقال "تتحدث بيقين عجيب وكأن اليمن إرث للمتوردين" في اشارة إلى جماعة الحوثي.
 
ودعا فتحي "أبو النصر" في حديثه لــ "العاصمة أون لاين"، إلى رفض هذا الخطاب الاستعلائي، واصفا اياه ب"الوقح" بل ومواجهة هذا الخطاب بمختلف الوسائل والأساليب. وقال "يجب رفض هذا الخطاب الاصطفائي الوقح ومواجهته وإلا التهمتنا الولاية البشعة".
 
المشروع بلا تقية
 
من جهته أوضح الناشط السياسي اليمني محمد المقبلي، أن ما جاء على لسان بشرى الحوثي هو المشروع السلالي لمليشيا الحوثي بدون تقيه أو رتوش. وقال "اعتقد ان ما جاء على لسان بشرى الحوثي في اذاعة صنعاء هو المشروع السلالي بدون تقية والذي تم نقله للعلن".
 
وأوضح المقبلي في حديثة لــ "العاصمة أون لاين"، أن في هذا الخطاب إشارة إلى الخلفية الفكرية  للجماعة السلالية العرقية، وأوهام الاصطفاء العرقي، الذي ثار عليها شعبنا في 26 سبتمبر، ويقاومها الان بكل استبسال وتحدي وكبرياء يمنية حميرية جمهورية". حد تعبيره.
 
ضرورة وطنية
 
وحذر عدد من المختصين والمهتمين في المجال اليمني، من خطورة هذه الأفكار البغيضة، مشيرين إلى ضرورة مقاومتها كونها تسري في المجتمع بدون عوائق. مشيرين أنه لا مجال لدحض مثل هذه الأفكار سوى الفضاء والنقاش العام، وذلك لما تمثله من مخاطر كبيرة على المجتمع اليمني، وتهتك نسيجه الاجتماعي والثقافي.
 
داعيين في الوقت نفسه، إلى ضرورة أن تعمل أجهزة الاعلام الرسمية والأهلية المختلفة وكذا الدعاة والادباء لشرح خطورة هذه النظرية التي تجعل من المجتمع اليمني مجرد عبيد للسيد لا يحق لهم الاختيار أو حتى التفكير لأنها منوطة إلهيا بما يُسمى بالسيد القائد. محذرين من الصمت تجاه هذه الأفكار كون الصمت تجاه مثل هذه الافكار الكارثية يفسح المجال لانتشارها.
 
تكرار الخطأ
 
وفي ذات السياق، أكد الدكتور رياض الغيلي أن مليشيا الحوثي ستنهزم وتندحر، وستصبح من الماضي. مشددا على ضرورة التنبه لعدم تكرار خطأ ثورة الـ 26 من سبتمبر التي أسقطت الإمامة وتركت جذورها الفكرية ضاربة في المجتمع اليمني.
 
وكتب الدكتور الغيلي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "أرسل إلى عزيزٌ مقطعا صوتيا لبرنامج إذاعي عبر إذاعة صنعاء لامرأة تتحدث عن الولاية و بيت النبوة وآل البيت ... الخ". مضيفا "لا تستحق هذه الدُعيّة مناقشة ما قالته عبر الاذاعة الرسمية الأولى للجمهورية، لكن أريد أن أؤكد أنهم سوف ينهزمون ويندحرون ويصبحون من الماضي، وحتى لا تتكرر التجربة السيئة مرة أخرى مع أجيالنا القادمة يجب أن لا نكرر خطأ ثورة 26 سبتمبر التي أسقطت نظام الإمامة وتركت جذوره الفكرية ضاربة في المجتمع اليمني".
 
وأكد على ضرورة أن يتضمن الدستور اليمني القادم تجريم اعتناق أي مذهب يقوم على فكرة الاصطفاء والولاية وال البيت وقال الغيلي "هذه المرة يجب أن يتضمن الدستور (تجريم) اعتناق أي مذهب أو فكر يقوم على دعاوى (الاصطفاء) و (الأحقية) و (الولاية) و (آل البيت) وغيرها من المصطلحات التي دفع بسببها الشعب اليمني أثمانا باهضه من دمه وأمنه واستقراره وكرامته.
 
وأختتم الدكتور الغيلي حديثه بالقول "باختصار؛ يجب محاربة المذهب الجارودي المنسوب زورا وبهتانا إلى التابعي الجليل زيد بن علي رحمه الله وتجريم كل ما ومن يمت إليه بصلة، لا نريد أن تتكرر المأساة المنبثقة عن هذا الفكر الشاذ مجددا مع أبنائنا ولا مع أحفادنا". حد تعبيره.
 
ردود ساخرة
 
ولاقي الخطاب العنصري الذي كشفت عنه القيادية في مليشيا الحوثي على أثير إذاعة صنعاء، ردود أفعال لم تخلو من السخرية من مثل هذه الأفكار التي قيل أنها باتت من الماضي، بل ومن الأفكار التي لا يقبلها جيل اليوم المتطلع للحرية والعزة والكرامة.
 
وفي صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتبت الصحفية اليمنية وعضو نقابة الصحفيين اليمنيين، سامية الأغبري، حول ذلك الخطاب بالقول "سنتولى نسل بيت النبوة ، تعرفوا ليش؟ لأنه الله بزاااااته تولى تأهيلهم، تدريب رباني الله، بكله دربهم ومش مدرب تنمية بشرية". في إشارة ساخرة على خطاب بشرى الحوثي التي زعمت أن الله تولى تأهيل أل بيت النبي ومنهم عبد الملك الحوثي.
 
وأضافت ".. اللي يسخروا من ولاية علي، تقول لكم البنت من الإذاعة أنهم سائرون على نهج بيت النبوة، وهو ضروري من يتولوه يكون من نسل بيت النبوة، ذا مش بمزاجهم مقتضى إلهي وحتمي، حتمي والهي مش برضاهم يا مالي".
 
وتابعت "وضربت لكم - في اشارة الى بشرى الحوثي- مثال واقعي عن الثقافة والمؤهلات الإيمانية في نسل بيت النبوة عبد الملك الحوثي ثقافته حدث ولا حرج (هي قالت مش انا)" مضيفة "قد الناس يخرجوا من الاسلام من تحت رأس الجد والحفيد، خلوهم على الاقل يبقوا على إيمانهم بالله".
 
وأردفت "حشرتم النبي وعلي بكل الجرائم التي ارتكبتموها وكان ناقص الله تحشروه؟ حشروك في جهنم انتي وسيدك" في اشارة الى بشرى الحوثي وعبدالملك الحوثي.
 
وأضافت الأغبري، قالت  يعني - بشرى الحوثي - "سنتولى نسل بيت النبوة الاطهار في كل زمان ومكان، وفعلا هي لا تقاس الا هكذا، هو ضروري من نتولاه يكون من نسل بيت النبوة، لاحظوا معي الانبياء هم من يعلمون الناس القرآن والحكمة، وما ينطبق على الانبياء من مسؤولية تنطبق على ورثتهم الذين هم القادة من يرثون الكتاب والحكمة، والذي لابد ان يكونوا من نفس بيت النبوة اي من ال بيت النبي لماذا؟ لان الله تولى تأهيلهم".
 
 
المرجعية العظمى
 
وحول طرق مواجهة هذه الأفكار العنصرية البغيضة، حدد عدد من السياسيين اليمنيين، أهم الطرق المُثلى لمواجهة مليشيا الحوثي وأفكارها، التي تحاول استغلال سيطرتها على وسائل الاعلام لبث عدد من أفكارها الدخيلة على المجتمع اليمني.
 
وفي هذا الصدد، أكد فتحي ابو النصر أن  "سبتمبر مرجعيتنا الوطنية العظمى" لمواجهة هذه الأفكار، خصوصا وأن أهداف الثورة قد حددت ضرورة العمل على الغاء كافة التقسيمات بين الناس والعمل على ازالة الفوارق والطبقات بين أفراد المجتمع في اشارة الى ما يحاول الحوثيون احياءها من تقسيم الناس الى سيد وقبيلي وغيرها، كما كان موجود في عهد الأئمة.
 
ودعا "ابو النصر" إلى ضرورة مواجهة أصحاب هذه الأفكار بالذات اليمنية، وقال "ينبغي استيعاب الذاتية اليمنية بالضرورة في وجه هؤلاء ايضا".
 
من جهته،  حدد الناشط محمد المقبلي الثورة الفكرية كأهم وسيلة لمحاربة مثل هذه الأفكار، التي قال أنها تتوسع وتنتشر. مؤكدا على ضرورة العمل على ايجاد مؤسسات متخصصة بالفجر الجمهوري لمواجهتها. وقال "لابد من مؤسسات تحصن المجتمع بالفجر الجمهوري والارث الحضاري لكي لا يتم استلاب اليمن من جديد"
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير