الأخبار
- تقارير وتحليلات
اليمنيون في ذكرى ثورة 26 سبتمبر.. احتفاء عارم وتعهد بـ«اجتثاث الامامة»
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 25 سبتمبر, 2017 - 04:02 مساءً
كما لم يحتفل اليمنيون في ذكرى ثورتهم من قبل، يشحذ اليمنيون الأحرار هممهم المتوقدة استعدادا غير مسبوق للإحتفاء بهذه المناسبة، الذكرى الــ 55 لثورة الــ 26 من سبتمبر، التي كان الاحتفال بها في سنوات خلت قد تحولت الى مجرد ذكرى سنوية عابرة، بعد أن أُفرغت من مضامينها ومعانيها الحقيقية، وجواهرها الثمينة والنفيسة.
وعلى غير العادة، احتفل اليمنيون بهذه الذكرى في وقت مبكر، إذ مثٌّل لهم نكبه الــ 21 من سبتمبر محطة هامة للعودة الى هذه الثورة العظيمة، وقيمها النبيلة، فما إن أشرقت شمس أيلول البهيّة حتى بدأ اليمنيون بمختلف مكوناتهم السياسية، والشرائح الاجتماعية، بالبحث والتنقيب عن هذه الثورة المجيدة، ومعانيها الخالدة، وقادتها الأشاوس، وأبطالها وشهداءها الأبرار، الذين حاولت العصابات الامامية تغييبهم من وعي ووجدان الشعب دون جدوى.
ولذا فقد وجد اليمنيون في هذه الذكرى، محطة مهمة للبحث عن معاني سبتمبر الخالدة، وسبر أغوار محطاته الخالدة، حيث دعا ناشطين وكتاب ومثقفين، الى البحث في ثورة سبتمبر، وتحويل هذه الشهر الى موسم سنوي للتزود بقيم الحرية والتحرر، ونقطة تحول لتخليد رموز سبتمبر، وقراءة أهم الكتب التاريخية التي وثقت تاريخ الثورة اليمنية، وتكريم أسر شهدائها، وحفظ ملاحمها الثورية، لأدباءها الكبار كالزبيري، والبردوني، والموشكي والارياني وغيرهم، داعيين ابناء الشعب اليمني الى تحويل تلك الملاحم القصائدية الى معالم لتتزين بها خطب الجمعة، ومجالس الوعظ، ومنتديات الثقافة. وفقا للباحث والكاتب اليمني ثابت الأحمدي.
تزامن سماوي!
ولعل من حسن الطالع أن تزامن اشراقة شمس سبتمبر لهذا العام، مع حلول عيد الأضحى المبارك، وهو الأمر الذي حوله اليمنيون الى مناسبة للإحتفال بهذه المناسبة التي أعدوها بشارة لمستقبل أيلول سبتمبر وثورته المجيدة. وفي هذا الصدد، كتب وزير الثقافة الأسبق، خالد الرويشان في صفحته على الفيس بوك، تعليقا على هذا التزامن قائلا "أن يتزامن عيد الأضحى مع الفاتح من سبتمبر فهذه بشارةٌ لليمن وإشارةٌ سماوية للمستقبل".
أما الكاتبة والروائية اليمنية فكرية شحره فقد دعت الى ذبح خرافات الامامة، كما تذبح الكباش صبيحة عيد الأضحى وقالت، "سبتمبر، وأني إليك أحج وأذبح كل خرافات الإمامة قرابينا".
ومع تزامن دخول شهر سبتمبر مع عيد الأضحى ومعاناة الموظفين اليمنيين، وتحديدا منهم العسكريين، الذين قطعت رواتبهم منذ قرابة العام، فقد دعا ناشطين الى جعل يوم الــ 26 من سبتمبر الشهر الجاري نهاية لحكم الحوثيين ومشروعهم الإمامي في اليمن.
وفي هذا الاطار دعا الدكتور اليمني معمر البداي، استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير، الضباط والصف والجنود في اليمن الى تلبية نداء الواجب الوطني واللحاق بركب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لمقاومة هذا العصابة السلالية.
وخاطب الدكتور البداي، صبيحة عيد الأضحى الضباط والجنود اليمنيين بالقول، "أخي الضابط والجندي، أنت بدون راتب، واولادك بدون بدلة، عيد وزوجتك بدون مصاريف، والمشرف في حارتك يركب سيارة أخر موديل، ويسكن الفلة الجميلة وأولاده اكتسوا أجمل الملابس، وزوجته تتبختر بأجمل الحلي، وجيرانه وأقاربه من السلالة قد جندهم بدلا عنك وعن زملائك، وغدا سوف يرسل لك عسكر الإمام لجلبك من البيت لتقديم الاعتذار لسيدهم، وتقديم رقبتك قربان في أي جبهة قتال، ويستثمرون دمك، ويلفون عليك شعار صرخة الشيطان، ولا انت كسبت الدنيا ولا الأخرة".
وأضاف في صفحته على الفيس بوك، "لهذا عليك سرعة استرجاع سيرتك العسكرية، والتواصل مع رفاق الكفاح المسلح، والتنادي للواجب الوطني وانتشاله من مخطط سلالي كهنوتي، عليك أن تعيش حرا وليس ذليل، أو تموت بطل وليس جوعا". حد قوله.
سبتمبر قيم ومبادئ!
"عنوان اليمن الجديد" هكذا وصف الناشط السياسي المهندس وليد الجعور، ثورة الــ 26 من سبتمبر، مشيرا الى أن "ثورة سبتمبر كانت أحد أهم الاحداث التي شهدها تاريخ اليمن الحديث". مضيفا " لقد اعلنت في سبتمبر عن ميلاد يمن الحرية والكرامة، يمن ينعتق من كل الافكار الكهنوتية الاستبدادية السلالية".
وأشار المهندس الجعور في حديثه لــ "العاصمة أون لاين"، الى أن "ثورة سبتمبر وحدت اليمن كل اليمن، وأزالت كل ما سعى الإماميون لترسيخه داخل المجتمع اليمني، من تمزقات وتقسيمات طبقية ومذهبية وسلالية ". مؤكدا "لقد اسقط الــ 26 من سبتمبر أكذوبة الحق الالهي لفئة من الناس بأحقيتهم بالحكم، وان بقية الشعب لديهم عبيد ومواطنين من الدرجة الثانية والثالثة". حد تعبيره.
ودعا الجعور الى ضرورة النظر الى ثورة سبتمبر كمجموعة قيم لا زال أحفاد سبتمبر يناضلون لأجل تلك القيم الى اليوم. وقال "لا بد أن انظر لسبتمبر كمجموعة قيم ومبادئ ما زلنا حتى اللحظة نناضل لترسيخها". لا فتا الى أن "سبتمبر انتصر للإنسان اليمني وتاريخه وموروثه الحضاري".
شركيات الولاية والاصطفاء!
لم تكن ثورة سبتمبر ثورة للتخلص من حاكم ظالم مستبد فحسب، بل كانت ثورة قيمية وأخلاقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ووصفها الباحث اليمني عصام القيسي، بانها ثورة للتوحيد، ومناهضة لكافة انواع الشركيات بالله من الخزعبلات التي يحاول الاماميون واحفادهم اليوم غرسها في عقول الشعب اليمني كالولاية وغيرها.
وقال القيسي في صفحته على الفيس بوك "يمكنك القول إن ثورة 26 سبتمبر كانت ثورة للتوحيد بكل المعاني الجميلة لكلمة التوحيد، فقد كانت إسهاما في توحيد الله وتنزيهه من شركيات الاصطفاء والولاية، وإسهاما في توحيد نسيج الأمة اليمنية الذي مزقته ثقافة الإمامة بمقولاتها العنصرية، وإسهاما في توحيد الوطن اليمني، إذ لولا أن نظام الحكم في الشمال قد أصبح جمهوريا ما فكر الأخوة في الجنوب بالوحدة".
ودعا القيسي الى ابتكار أساليب جديدة للإحتفال في ذكرى سبتمبر، وايقاد الشعلة في المنازل، وقال "أقترح أن يأخذ الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر من الآن وصاعدا بُعدا جديدا أكثر حميمية وقرباً من عواطف اليمنيين، مثل أن تحتفل كل مؤسسة وكل أسرة يمنية قادرة على الاحتفال بهذه الذكرى في المنزل، وذلك بإيقاد عدد من الشموع يساوي عدد السنوات التي مرت منذ قيامها".
وأضاف "فليجتمع الآباء بأبنائهم وأحفادهم وليحتفلوا وليغنوا الأغاني الوطنية والعاطفية وليكن يوماً من أيام الأسرة اليمنية كأيام الأضحى والفطر، فكلها أيام لله وفي سبيل الله، على اعتبار أن سبيل الله هو سبيل حرية الإنسان وكرامته فقط لا غير. كما أقترح على الفنانين والشعراء كتابة أدب جديد عن الثورة، أدب وفن يتجاوزان لغة الحماسة إلى لغة العشق، فلتكن ثورة سبتمبر هي سيدة العشق اليمني، احتفلوا وغنوا واكتبوا، واشكروا الأقدار التي ذكرت الأجيال بهذا الحدث اليمني المعجز". حد وصفه.
ميلاد وطن!
ووصف القيادي في ثورة الــ 11 من فبراير بمحافظة إب، وعضو مؤتمر الحوار الوطني عادل عمر، ثورة الــ 26 من سبتمبر بأنها "ميلاد الوطن وتاريخ لزوال السلطة المطلقة". وقال "ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تعني لليمن كل شيء، فهي تعني ميلاد الانسان اليمني وانعتاقه من براثين الظلم والاستبداد والاستعباد، كما أنها تعني حصول الشعب على الحق السياسي بعد ان كان مصادرا بيد اسرة سلالية اذاقته شتى انواع الظلم".
وأضاف في حديثه لــ "العاصمة أون لاين"، ان ثورة سبتمبر تعني خروج ابناء الشعب من عصر الظلام الذي احاط بكل مناحي الحياة، الى عصر النور والتحرر، وتعني ميلاد وطن يملكه جميع ابناء الشعب، وليس لطبقة معينة، أو سلالة محددة، وتعني زوال السلطة المطلقة التي لا قيود لها ومشاركة الشعب في السلطة".
وتابع "سبتمبر الفجر الذي اشرق بوجه اليمن ليطوي حقبة من الظلام الدامس، الذي جثم على حياة الشعب اليمني، وما كان لينقشع لولا تضحيات الاحرار الذي وهبوا دمائهم وارواحهم فداء لهذا الشعب". داعيا في هذا الاطار ابناء الشعب اليمني الى مواجهة الخطر الذي يهدد جمهوريتهم. وقال "من الواجب على كل ابناء الشعب اليمني أن يواجهوا الخطر الذي يتهدد الجمهورية، وأن يدافعوا عن الجمهورية، ويبذلوا من اجل الحفاظ عليها، كل ما يملكون بلا تردد".
مخاطر الإمامة!
ولقد كان للانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في سبتمبر 2014، وما تقوم من ممارسات ومحاولات لطمس هوية اليمن، ومشاهدة ما كان يُقال عن الائمة في كتب المدارس والمؤرخين، حقيقة يشاهدوه اليمنيون كل يوم بأم أعينهم، ويرونه رأي العام، وهو الأمر الذي ساهم في شحذ همم اليمنيين في الدفاع عن ثورتهم الخالدة، والوقوف بكل بسالة وشجاعة أمام كل المخاطر التي قد تعترضها الجمهورية، فهي بحسب الناشط والقيادي الناصري عادل عمر "شرف كل يمني" .
وفي هذا الصدد، دعا الناشط وليد الجعور، شباب اليمن الى الانتصار لسبتمبر، وتجذير قيمه العظيمة في نفوس الأجيال القادمة وقال "أجد نفسي اليوم، وبعد مضي 55 عام من تاريخ قيام ثورة الــ 26 من سبتمبر المجيد، انا وكل شباب اليمن واحراره معنيون للانتصار لسبتمبر الحرية و الدولة المدنية ". وأضاف "إن ما عايشناه خلال العاميين الماضيين من انقلاب سلالي، وعودة للمشاريع الكهنوتية السلالية، كل ذلك يزدني قناعة وايمان أن واجبنا اليمن هو تجذير قيم سبتمبر واقعا".
ودعا الجعور الى تحصين المجتمع من مختلف الثقافات التي قامت ثورة سبتمبر لأجلها، وقال "علينا تحصين المجتمع ضد ثقافات التسلط والاستبداد و حكم الفرد، وأن نمضي نحو صناعة وعي مجتمعي عميق بحقيقة تلك المشاريع الكهنوتية، وأن ننتصر عمليا لسبتمبر بنشر العلم والعمل الدؤوب، وتعريف الاجيال الحالية ببطولات ثوارنا الاحرار، وما عاناه الشعب ابان الحكم الكهنوتي الامامي".
وشدد الناشط عادل عمر من جهته، على ضرورة التنبه لكل مخططات الاماميين الجدد، الذين يحيقون المكر الكبير لثورة سبتمبر، وقال "يتوجب عليهم التنبه لكل مخططات النيل من الجمهورية، وان لا يفرطوا بمكاسب ثورة الــ 26 من سبتمبر العظيمة، وأن يتصدوا لكل مؤامرة تحاك اليوم للقضاء على الثورة والجمهورية، وعدم القبول بحكم مغتصب من قبل جماعة أو طائفة، وان يستحضروا معاناة ابناء اليمن خلال فترة حكم الإمامة وما لحق بالشعب من ضرر بالغ، أفقده أدميته وكرامته" مؤكدا أن "الجمهورية هي شرف كل يمني، ولابد من الحفاظ عليها، والتضحية في سبيل مواجهة أعدائها ومخططاتهم الخبيثة".