يحتفل اليمنيون غداً الثلاثاء ،بمناسبة الذكرى الـ55 لثورة 26 من سبتمبر المجيدة ،وسط استعدادات غير مسبوقة على المستوى الرسمي والشعبي سيما في المناطق المحررة لاحياء الذكرى الاكثر التصاقاً بالذاكرة الوطنية لليمنيين.

ويصادف الثلاثاء الذكرى الـ 55 لثورة 26 سبتمبر /ايلول 1962م اليوم الفارق في ذاكرة اليمنيين ،وضعت الثورة حداً لحكم الائمة المتسلط لأكثر من 1200 سنة ،وصفت بحقبة جمود تنموي متلاحقة الا من الجهل ، والمرض ،وامتهان كرامة الانسان بينما العالم يتغير ،وينجز حركة نهضوية تنموية مستمرةعلى مختلف الصعد.

ويأتي الزخم الاحتفالي بمناسبة الثورة التي خلدت في نفوس اليمنيين من جيلها ،ومن تلاهم في مرحلة استثنائية تعيشها البلاد بعد اكثر من ثلاثة اعوام من انقلاب مليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية على مؤسسات الدولة الشرعية عشية الـ21من سبتمبر 2014م واجتياح صنعاء ،وعدد من المحافظات .

وعلى المستوى الرسمي اجرت الحكومة الشرعية استعدادت حثيثة تتضمن فعاليات كرنفالية وجماهيرية وتزيين المدن والمؤسسات بالاعلام الوطنية ،لاحياء المناسبة السبتمبرية ،بعد اكثر من خمسين عاما من الثورة ،كما يليق بماهيتها ،وتزامنها مع المعركة الوطنية التي يخوضها الجيش الوطني لاستعادة مؤسسات الدولة ودحر الانقلاب .

وبادر عشرات الالاف من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطلع سبتمبر الجاري،الى تغيير صور بروفايل صفحاتهم الشخصية بإطار ذكرى ثورة 26سبتمبر .

وأيقد رئيس اركان الجيش الوطني اللواء طاهر العقيلي بمعية محافظة مارب اللواء سلطان بن علي العرادة شعلة ثورة 26سبتمبر ،مساءالاثنين ،بمدينة مارب ،وسط احتشاد جماهيري واحتفاء غير مسبوق والمدينة تزدان بالاعلام الوطنية،وصور الرئيس عبد ربه منصور هادي تملا شوارع المدينة .

ويرى محللون - ان الاندفاع التلقائي المبكر للاحتفاء بذكرة الثورة السبتمبرية لهذا العام كما لم يحصل منذ سنين عدة ،يحمل دلالات مهمة،ابرزها استشعار ابناء اليمن بمختلف مشاربهم طبيعة المخاطر التي تحيط بالجمهورية ،والثورة،واهدافها خصوصا بعد افصاح مليشيات الحوثي عن مشروعها الطائفي "الولاية الامامية"


وحول ذكرى الثورة السبتمبرية ،بعد ثلاثة اعوام من الانقلاب ،ودلالات زخم الاحتفالات ،ومعاني يستحضرها اليمنيون في الذكر ، كان لـ"العاصمة اونلاين" الاستطلاع التالي :

أهداف الانقلاب لإعادة الامامة"الولاية"
يقول الصحفي راجي عمار :الاهتمام بالزخم الاحتفالي لثورة سبتمبر هذا العام بصورة مميزة بسبب اهداف الانقلابيين التي ظهرت لعودة الامامة والولاية" ،مضيفاً " وتلك الخرافات الكهنوتية التي جعلت دماء اليمنيين الاحرار تغلي دفاعا عن ثورتهم وجمهوريتهم ليثبتوا للعالم اهمية ثورة 26سبتمبر للانسان اليمني ".

الردة على تطلعات الشعب 
بدوره يرى السفير اليمني عبدالوهاب العمراني بأن قيم ثورة سبتمبر بعد 55 عاماً اليوم تحمل معنيين متناقضين على خلفية ديموغاوجية الآلة الإعلامية للثورة المضادة.

ويقول العمراني :" لسبتمبر في اليمن دلالات ومفاهيم متناقضة فهو من جهة يعني قمة المجد والإصرار وذروة الثورة المضادة والردة على تطلعات الشعب في الإنعتاق والتحرر والانفتاح وليس على النحو الذي نعيشه بعد ثلاث سنوات لسقوط صنعاء يشحذ الذهن والحس الوطني لاستعادة ثورته مهما كلف الثمن مع الإدراك بحجم التأمر الداخلي والإقليمي سواء في ستينيات القرن الماضي او غداة الربيع العربي ".

كشف زيف الامامة وبناء وعي 
من جهته يشير الصحفي عدنان الشهاب الى ان ذكرى الثورة يأتي تزامنا مع المحاولات الحثيثة لاعادةالإمامة من جديد ،والاستيلاء على الحكم، والمجاهرة بعودة الإمامة، عن طريق مشروع جماعة الحوثي .

ويضيف الشهاب "الاحتفال بالذكرى قد يكون من المرات النادرة التي نحتفي بعيد سبتمبر بهذا الشكل، كأنه لم يمر على الثورة سوى القليل ".

وحول دلالات ومعاني الاحتفال يقول الشهاب : المعاني تساهم إحياء الثورة في نفوس الناس من أجل كشف الزيف الإمامي ،وتوعية المواطنين بجرائم الأئمة بحق أبناء اليمن، وأن سبتمبر هي البوابة الحقيقة نحو الحرية والكرامة ،والشموخ، بدلا من العبودية والاستبداد.

ذكرى الثورة تتزامن مع الاستعداد لتحرير صنعاء
وفي ذات السياق ،يقول الناشط الاعلامي بلال الربية :"هذه المرة تأتي ذكرى الثورة مع تطورات جديدة وتحرير المزيد من المناطق اليمنية من سيطرة المليشيا الانقلابية ".

ويضيف الربية "مليشيا الانقلاب تريد العودة بنا الى ماقبل 26سبتمبر ،وهذه الذكرى لثورة 26 سبتمبر تاتي في اطار الاستعدادات النهائية لتحرير العاصمة صنعاء واعلان نهاية الانقلاب العفاشي الحوثي ".
ويختتم الربية :"الشعب هذه المرة عرف غريمه ،وعرف الكهنوتيين الجدد الذين يريدون القضاء على الثورة ،ولن يخدع الشعب مرة اخرى بإذن الله ".