×
آخر الأخبار
من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي إصلاح أمانة العاصمة ينعى عضو الدائرة الاقتصادية "سنان الريه" صلاة التراويح في صنعاء.. بين مضايقات المليشيا وإصرار "المواطنين" على أدائها

   21 سبتمبر.. يوم العار التاريخي

الخميس, 23 سبتمبر, 2021 - 08:48 مساءً

حتى حين تقولون عنها "ثورة"، هذا لا ينفي أنها عار، عار تأريخي كبير، وصف الثورة ليس مكياج جماليّ يرمم قبح ما صنعتموه، في نهار 21 سبتمبر، هذا الخراب المبثوث في كل أصقاع البلاد، هو ما يؤكد صفة الفعل..هل يوجد فيه أدنى طابع حسن..؟ تالله أنها فضيحة كونية لم يسبق أن قامت بها جماعة يمنية طوال التأريخ اليمني الحديث.
 
لستم أنتم من يخترع الألقاب ويُسقِطها من أعلى؛ كي يصف ما حدث، لستم من يقرر حقائق الأشياء..لا يمكنها أن تغدو ثورة لمجرد أنكم ترونها كذلك، لا أحد يملك قوة هائلة لتزييف التاريخ، حتى الآلهة حين تقرر شئيًا، تضع اعتبارًا للواقع، لا تستخدم صلاحيتها، لقلب الحقائق الكونية أو فرض الأوصاف قسرًا، دون أن تعاين شروطها . الله يحترم عقول البشر..لكن المسوخ أمثالكم لا يفعلون ذلك.
 
لا يمكن لأبو علي الحاكم، وهو يأمر دراويشه بتفجير بيوت الناس، أو حتى يرتدي "كوتًا" مسروقًا من أحد منازل خصومه، لا يمكنه بهذا الفعل أن يحيلها لثورة، ولا حتى عبدالملك العجري وهو يسرق الأفكار من ميشيل فوكو، ويسقطها على جماعته، محاولًا بذلك منحها صبغة فلسفية تبرر سلطانها، بكل الأحوال لا يمكنها أن تغدو فعلا مقبولا.
 
يقول محمد فليته : إنها ثورة، يتصفح أرقام أرصدته في البنوك، يبعث له وكيله التجاري، أرباح شركاته، ويزداد يقينه أنها ثورة، لقد ربح مالًا كثيرا، كيف لا تكون ثورة إذًا..؟يتجول محمد العماد في صنعاء، يتفقد عمائره، ويهمس في أعماقه: طوبى لحركة دينية أورثت شابًا مُعدمًا، عقارات كثيرة. وفي يوم وليلة يبدل الله من حال إلى حال. الله أو "المسيرة الجرآنية" لا أدري، حتى الأ شرار يرزقهم الله..حتى لو أصرّت حماقتكم أنها ثورة، هذا لا يُطهرها من الدنس، إنها ثورة لصوصية، أكبر عملية سطو مسلح، قامت بها جماعة من اللصوص وصادرت بموجبها مصير بلد وأمة من الناس.
 
حركات كثيرة في التأريخ، قامت بأفعال مشابه وسيطرت على السلطة في بلدانها بطريقة غير مشروعة؛ لكنها تمكنت من مدارة سلوكها الغير مشروع في البدء، بسلوكها السياسي النزيه لاحقًا، عوضت فقدانها المشروعية القانونية، بمشروعية عملية، فتحت فضاءً للإجماع السياسي، حفظت للنخب مكانتهم، كسبت ولاء الجموع العامة، احتوت الأطراف المناهضة ودشنت بداية جديدة للتاريخ؛ لكنكم لم تكتفوا بشذوذكم الدستوري عشية 21 سبتمبر ؛ بل أتبعتموه شذوذا منهجيًا في السلوك، مغامرة جنونية دمرت كل عناصر السلام، اصرارًا على الجريمة، لصوصية متراكمة، عنادًا ومكابرة طفولية، والنتيجة حربًا مفتوحة مزقت حاضر الأجيال ومستقبلهم وما تزال.
 
بكل مرجعيات الكون، بكل مناهج المعرفة، بكل منطق صالح وفاسد، هذه ليست حتى ثورة فاشلة، إنها فاحشة تاريخية كاملة، عار كوني، لا يمكنكم أن ترمموا قبحه أو تخففوا من كارثيته، مهما حشدتم من وسائل الدجل والشعوذة، مهما ألبستموها من الأوصاف، وتفننتم في تجميلها، لا يمكنكم أن تغسلوا تاريخكم من هذا الدنس.
 
"يا إلهي ما أوسخ عبادك الحوثيين، ليس فيهم رجل نظيف".
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

محمد المياحي