×
آخر الأخبار
مأرب.. جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة تعذيباً وحرقاً.. مقتل شاب على يد عصابة مسلحة في "مذبح" بصنعاء الناشط الحوثي "الأمحلي" يكشف عن تعرضه للتعذيب في سجون جماعته بصنعاء  وفاة واصابة 23 شخص بحوادث مرورية خلال يوم واحد  مجلس القيادة يناقش إجراءات معالجة العملة الوطنية 8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن 

عدن أيقونة الثورة

الخميس, 12 أكتوبر, 2017 - 02:30 مساءً

حين اندلعت ثورة 14 أكتوبر ، كان بين يديها 23 كيانا تمتد على طول رقعة الأرض التي كانت تعرف قبل الاستقلال بالشطر الجنوبي من اليمن .

كان الاستعمار البريطاني يرعى تمزق تلك الكيانات ، و يعزز انقسامها ليكون عاملا قويا يساعد في بقاء احتلاله مدة أطول ، فالاستعمار البريطاني اتكأ كلية على قاعدة : فرق تسد .

غير أن ثورة أكتوبر المجيدة منذ انطلاقتها كانت قد حددت هدفها بتحرير كامل الشطر الجنوبي غير معترفة بتلك الكيانات المبعثرة التي جزءها المستعمر .

كانت الروح الوطنية يومها عملاقة و تأنف من أن تقر أو تعترف بالكيانات التي أنشأها المستعمر ؛ و لذلك كانت المظاهرات التي تخرج مساندة للثورة ، كان عمقها الوطني ينسف مخطط الاستعمار ، وهتافات الثورة تعلن باستمرار :

شعب يمني واحد .. علم يمني واحد .. الخ تلك الهتافات الوطنية العملاقة .

 بل كاننت الروح القومية تتجاوز القطر إلى الهتاف للوطن العربي  ككل  :

شعب عربي واحد .. جيش عربي واحد .. علم عربي واحد ... الخ تلك الهتافات التي كانت شعارا و هتافا لكل مواطن عربي على امتداد الوطن العربي الكبير .

الأهداف الكبيرة  تحشد حولها الكبار ، فيسعون لصنع التحولات الكبيرة مهما كانت  الكلفة أو كانت التضحيات أو طال الزمن ، فالعمالقة لا يتقزمون ، و بالتالي لا تتقزم أهدافهم .

   و الأهداف الصغيرة يحتشد حولها الصغار ، و الصغار دائما يعلو صخبهم ، ويرتفع دويهم ، و لكن مطالبهم متقزمة ، و يرتضون في الأخير بما تأتى .

   كانت عدن مركز العمل الفدائي و الكفاح المسلح ، و كانت أيقونة الثورة ، و من نافلة القول أن تعز كانت قاعدة الثوار و منطلقهم ، و ليس الحديث هنا عن دور تعز أو صنعاء في ثورة 14 أكتوبر ، فلا أحد يستطيع إنكار ذلك الدور أو حتى تهميشه . مثلما أنه لا يستطيع أحد أن ينكر أو حتى يقلل من دور عدن في ثورتي 48 و كذلك في ثورة سبتمبر الأبية .

  لقد كانت الروح الوطنية عملاقة و تأبى التمزق .

   ما يمكن قوله اليوم - و اليمن تعيش مواجهة مشاريع التقزم و التمزق ، أن عدن الباسلة دار الزمن ليسلمها مقاليد اليمن ، فهي اليوم العاصمة ، وهي جديرة بأن تلعب هذا الدور باقتدار ، ومن غير المعقول أو المقبول أن ترضى في أن تتقزم ، أو تتوارى أو تبقى في هامش الفعل .

   لقد عولت اليمن كلها على عدن حين دحرت الانقلابيين ،

عولت عليها أن تكون منطلقا لإنزال الهزيمة بالمشروع الظلامي للحوثي و المخلوع ، وعولت عليها أن تلعب دورها كعاصمة تحمل مشروع التمدن و المدنية ، و عولت عليها أن تقدم النموذج في كل مجالات الحياة ، وهي نماذج سبق لها أن اضطلعت بها باقتدار .

   يخذل عدن كل من يقف ضد تمكينها من القيام بدورها الوطني رياديا و قانونيا وثقافيا .. و كل مجالات الحياة .

  يخذل عدن من يريد أن يجعلها في الهامش .يخذل عدن من يعطل مؤساساتها ، ويصادر سلطاتها و يخفي دورها و يقزم رسالتها .

   إن أبهى صورة للاحتفال بالذكرى الرابعة و الخمسين لثورة 14 أكتوبر هو إعادة الاعتبار لعدن و أن يتم تمكينها يالقيام بدورها القانوني كعاصمة سياسية لليمن .


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

احمد المقرمي