×
آخر الأخبار
مأرب.. جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة تعذيباً وحرقاً.. مقتل شاب على يد عصابة مسلحة في "مذبح" بصنعاء الناشط الحوثي "الأمحلي" يكشف عن تعرضه للتعذيب في سجون جماعته بصنعاء  وفاة واصابة 23 شخص بحوادث مرورية خلال يوم واحد  مجلس القيادة يناقش إجراءات معالجة العملة الوطنية 8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن 

أنا آسف يا عبد الخالق

الإثنين, 20 نوفمبر, 2017 - 03:21 مساءً


صباح الحرية يا عبد الخالق عمران
الان لحظة بداية كتابتي عنك عندي الساعة الواحدة والنصف بالتمام والكمال .. كمال اتاتورك وكمال حيدرة وكل الذين تعنيهم مسألة الهوية والجمهورية واكتمال قمر الحرية ونحن الذين كتبنا اول الثورة داخل القمر خارج الليل ...
 
الليل والقيد وإرادة الحياة واستجابة القدر مفردات الشابي الخالدة التي الهمت الثورات العربية والهبتها في ذات الوقت تلك المعاني التي ندفع ثمنها معاناة ومكابدات لها علاقة بالحرية إضافة لمفردة " ارحل "المخففة والمثقلة اذا ما تعلق الامر بكتابتها ونطقها ..
 
انا حزين لأجلك يا عبد الخالق ارثي ذكرياتنا وذاكرتنا الثنائية في شارع الدائري والبوفبة في جولة القادسية التي كنا نثني عليها لأسباب كثيرة من بينها عصير المانجو واغنية أيوب طارش " يامن رحلت الى بعيد"..
 
انا آسف يا صاحبي بعد مدة من اختطافك هذه الليلة تمكنت فيها من هزيمة مخاوفي الذهنية والنفسية من حضور صورتك الدائمة امام عيني وتمكنت من تثبيتها في سطح مكتب "لابتوبي الخاص" بعد التردد الطويل خشية عذاب الذاكرة وانت تعلم اني قلت لك ذات مساء في شارع الدائري عندما قلت لي ما أسوأ ما يمكن ان ينتجه الانقلاب.
 
حينها أشرت لك باصابعي الى زاوية الغرفة الصغيرة .. وقلت خشيتي أن تضيق صنعاء بنا وتصبح هذه الجلسة ضمن الممنوعات السياسية والأمنية وخصوصاً اذا كان الانقلاب خلطة من الثورة المضادة لفبراير والثورة المضادة لسبتمبر وكنا نتابع بقلق كأس العالم والمواجهات المسلحة بين الجيش والمليشيا في محيط عمران ونتواصل هاتفياً مع ضابط في جبل ظين اسمه مالك خرصان توفاه الله شهيداً في تعز ضمن سلسلة الغدر بضباط الجيش الجمهوري..
 
أتذكر انك وضعت يدك في المسند ولمست الجدار وقلت ان الجدار بارد ونظرت باتجاه السقف وقلت لي هل تخون مليشيا الحوثي ثورة فبراير التي منحتها مساحة سياسية وقلت لك واتوقع ان يطلقون النار نحو الصدور التي اعترفت بحريتهم السياسية في ساحات الثورة .. وهذا ما حصل واكثر ..
 
انا اتأمل ملامحك في هذه الصورة واتذكر تلك الليالي وحبك للاضاءة الخفيفة والقات وسكون الليل وتأملاتك الروحية وبعض اسئلتك التي لم أتمكن من الإجابة بشكل دقيق عن بعضها من بينها سؤالك المتكرر عن علاقة الروح بالحرية وهل الحرية شأن ذهني ونفسي ام شأن روحي.
 
لا ادري يا صاحبي ما هو وضعك هذه اللحظة تحديداً وهل تتمكن من وضع يدك فوق ركبتك كما كنت تفعل وانت في شارع الدائري وتكرر عبارتك المشهورة" معركة الحرية ليست بسهولة خبز الطاوة" تخطر في بالي اللحظة تلك العبارة وبين يدي تقارير لمنظمات محلية ودولية عن تعذيب المختطفين ومن بينها تعامل السجان مع المختطف كما لو انه خبز طاوة يتم تقليبه بالصعق الكهربائي وهو المعادل التقني لسوط قريش مع فارق المكان بين بطحاء مكه وسجون صنعاء وتوابعها.
 
أتذكر اصغاءك المهذب وانا اشرح لك ان تظاهرة أبناء وصابين وعتمة لكي يكونوا ضمن إقليم الجند أيام الحوار عمل ما قبل وطني له علاقة بالفرز المذهبي واشرت لك ان اخراح ذمار من إقليم سبأ مسلك سياسي غير بريء اقل ما يمكن وصفه بالمسلك الانقسامي والانكشاف السياسي وكان من ضمن الذين حضروا لتلك الطبخة اطراف محلية وغير محلية ومن بينهم رجال حول المخلوع في الحوار الوطني في ظل اللاموقف من أحزاب المشترك التي كانت منشغلة بحسابات لا علاقة لها بالسياسة الوطنية ولعل البعض منهم كان مشغول اكثر مما ينبغي بمحاولة طمأنة الأطراف الإقليمية التي تدعم الثورات المضادة بغباء سياسي غير محدود وغير مدروس.
 
يا عبد الخالق عمران يا شجرة البن في وصاب.. وصاب التي حضرت في الثورة وفي التضحية وغابت في التسويات السياسية الفوقية وانا الذي عبرت عن حزني واسفي لك كون مؤتمر الحوار الذي كنت عضو فيه لم يضم بين اعضاءه عضو واحد من وصاب وتأسفت اني لم استطع عمل شيء رغم الاحتجاج من قبل الشباب في الحوار والمطالبة بإضافة شاب من ريمة وشاب من ذمار وشاب من وصابين ولم نجد اذن صاغية من قبل اعداء الاستجابة..
 
الحرية لك يا عبد الخالق ولكل رفاقك والحرية لنا ايضاً ولا عزاء لأصحاب مقاعد الفرجة
 
                                                                                                       


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

محمد المقبلي