هاربون إليك
الخميس, 17 مايو, 2018 - 10:46 مساءً
في الطريق يكابدنا التعب، وتكثر الأشواك والعوالق.
الأيام تسرق الربيع من أعمارنا، وتسطو على الجميل من أفراحنا.
الأيام تأكل بأنيابها بقايا أجسادنا الضامرة، وتنهش في أرواحنا مكنون أحلامنا والأماني.
السنوات تصفعنا بفواجع الموت والفراق والحروب، وجفاف يلاحق أرواحنا بمعاول الفقر والجوع والتمزق.
يا الله .. نحن الهاربون من دنيانا إليك، نحتمي بشهرك الفضيل، نطلب الأمان بعد قهر وظلم وطغيان.
رمضان:
ظللنا بغيمتك المطيرة، وامنح قلوبنا من عطاياك الجزيلة.
رمضان:
هل تقبل المشردين في الأنحاء والبوادي؟ وقد أضناهم التعب، واستبد بهم الحال، هاهم يقفون على عتبات بابك، ولهم رجاء أن تكون أملهم بعد كل يأس، وفرحهم بعد كل قنوط.
أن تكون دليلهم إلى الله بعد ما تكاثرت الأبواق الزائفة في كل طريق وسبيل واتجاه.
رمضان:
هل تدري؟ كل أرض صار يسكنها خوف وقهر ومتاعب، كل زمان بات يحكمه جوع وزيف ومصائب.
وأنت .. أنت .. مأوى كل ضعيف، ومرتجى كل قاصد، ومهوى كل عابد.
يا رمضان الخير والفضيلة:
سنعطيك جوعنا والظمأ؛ وأنت امنحنا فرصة جديدة كي نتعرف إلى أنفسنا ثانيةً، ونكتشف ذواتنا ابتداءً، ونستعيد أنفاسنا اختياراً، لكي نجدد المسير إلى الله بصدق، من غير احتيال ولا خداع ولا كذب.