صالح.. الرقصة الأخيرة والدرس الأهم
الخميس, 21 يونيو, 2018 - 04:27 مساءً
كان الرئيس السابق علي صالح يتباهى بقدرته الخارقة في حكم اليمن، واصفا ذلك بأنه كالرقص على رؤوس الثعابين.
وكان يبدو التشبيه قريبا من الواقع بالنظر إلى الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد الذي وثب إلى حكمه في يوليو/تموز ????، وفي أعقاب رئيسين تعرضا للاغتيال في غضون عشرة أشهر، (إبراهيم الحمدي اغتيل في أكتوبر/تشرين الأول ????، واغتيل خلفه أحمد الغشمي في يونيو/حزيران ????)، لكن مالم يدركه صالح وهو يمارس هوايته أن ثمة تغيير أخذ يبرز ويتجلى ليطال الثعابين وحلبة الرقص والجمهور أيضاً.
جرت المياه وأشياء أخرى كثيرة فيما صالح يتعامل مع الشركاء والخصوم بالطريقة التي ابتكرها ذات زمن وآتت أكلها، حتى جاء الربيع العربي بنسخته اليمنية رافعا شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وصالح يواصل أداء رقصته الرتيبة فوق ثعابين شاخت وصارت عاجزة عن مجاراة الراقص الوحيد الذي كانت الأرض حوله تتحرك على وقع آخر لا يمت للثعابين بأي صلة.
اعتقد صالح أن المزيد من الرقص كفيل بدفع خطر الثورة الشعبية بعيدا عن قصوره المسورة وقلاعه المحصنة، ولو كان أعاد النظر في المحيط من حوله لتبين له أن طريقته الراقصة في التعاطي مع المستجدات لم تعد تقنع أقرب ثعابينه ناهيك عن إقناع قوى ومكونات جديدة تطالب بما هو أهم من أداء الرقص وإقامة حفلات الزار وبالطرق البدائية التي أكل عليها الدهر وشرب.
اعتقد صالح أنه هو وحده القادر على حكم البلد، مهما كانت ساحات الثورة تغلي، ولامانع لديه من التوقيع على اتفاقية تسليم السلطة المعروفة باسم المبادرة الخليجية ثم الانقلاب عليها، كما فعل في اتفاقيات ومبادرات سابقة، فأمعن في التخريب والعرقلة ووضع كل امكاناته- بما فيها الحصانة التي منحتها له المبادرة الخليجية ذاتها، للنيل من الأمن والاستقرار وضرب الخدمات واختلاق الأزمات ودعم المليشيات المسلحة ضد الدولة حتى لو كانت هذه المليشيات تناصبه العداء وتقاسمه حروبا طويلة راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى والمشردين.
كان يظن، وبعض الظن إثم، أن مليشيات الحوثي ستنال من خصومه السياسيين وحين تنتهي منهم سيكون هو على أهبة الاستعداد لمنازلتها قبل أن تفكر في استهدافه، بيد أن حساباته كلها كانت خاطئة.
ولعله وقف على ذلك حين وجد كل السهام موجهة نحوه، بمافيها سهام شركائه في الانقلاب وحلفائه في الحرب.
أخيرا صارت قدماه عاجزتين عن الحركة فضلا عن مواصلة الرقص، وباتت رؤوس الثعابين تهتز ساخرة منه وشامتة بما آل إليه مصيره حين أخذ رصاص حلفائه يخترق جسده وهو يتذكر "الجمهورية" التي خانها، و"الثورة" التي تآمر عليها، و"الديمقراطية" التي تاجر بها، و"الدولة" التي سلمها للعصابات، و"الوحدة" التي صادرها، و"الشعب اليمني العظيم" الذي أطلق آلاف القتلة والمجرمين لقتله في القرى والمدن والشوارع والطرقات والبر والبحر..
كان يحاول صالح أن يرقص، لكن الثعابين أجبرته أخيرا على الاستسلام كيما تقوم هي بالرقص نيابة عنه وفوق جثته.
وفيما سبق درس يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لكل القوى التي تظن أن بمقدورها تحنيط الزمن في لحظة معينة، أو الانفراد بالحكم والسيطرة وإقصاء البقية، إذ أن مظاهر القوة الخادعة ليست سوى فخ يتربص باولئك المسكونين بأوهام التسلط الأجوف والزعامة الخاوية.
وكان يبدو التشبيه قريبا من الواقع بالنظر إلى الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد الذي وثب إلى حكمه في يوليو/تموز ????، وفي أعقاب رئيسين تعرضا للاغتيال في غضون عشرة أشهر، (إبراهيم الحمدي اغتيل في أكتوبر/تشرين الأول ????، واغتيل خلفه أحمد الغشمي في يونيو/حزيران ????)، لكن مالم يدركه صالح وهو يمارس هوايته أن ثمة تغيير أخذ يبرز ويتجلى ليطال الثعابين وحلبة الرقص والجمهور أيضاً.
جرت المياه وأشياء أخرى كثيرة فيما صالح يتعامل مع الشركاء والخصوم بالطريقة التي ابتكرها ذات زمن وآتت أكلها، حتى جاء الربيع العربي بنسخته اليمنية رافعا شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وصالح يواصل أداء رقصته الرتيبة فوق ثعابين شاخت وصارت عاجزة عن مجاراة الراقص الوحيد الذي كانت الأرض حوله تتحرك على وقع آخر لا يمت للثعابين بأي صلة.
اعتقد صالح أن المزيد من الرقص كفيل بدفع خطر الثورة الشعبية بعيدا عن قصوره المسورة وقلاعه المحصنة، ولو كان أعاد النظر في المحيط من حوله لتبين له أن طريقته الراقصة في التعاطي مع المستجدات لم تعد تقنع أقرب ثعابينه ناهيك عن إقناع قوى ومكونات جديدة تطالب بما هو أهم من أداء الرقص وإقامة حفلات الزار وبالطرق البدائية التي أكل عليها الدهر وشرب.
اعتقد صالح أنه هو وحده القادر على حكم البلد، مهما كانت ساحات الثورة تغلي، ولامانع لديه من التوقيع على اتفاقية تسليم السلطة المعروفة باسم المبادرة الخليجية ثم الانقلاب عليها، كما فعل في اتفاقيات ومبادرات سابقة، فأمعن في التخريب والعرقلة ووضع كل امكاناته- بما فيها الحصانة التي منحتها له المبادرة الخليجية ذاتها، للنيل من الأمن والاستقرار وضرب الخدمات واختلاق الأزمات ودعم المليشيات المسلحة ضد الدولة حتى لو كانت هذه المليشيات تناصبه العداء وتقاسمه حروبا طويلة راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى والمشردين.
كان يظن، وبعض الظن إثم، أن مليشيات الحوثي ستنال من خصومه السياسيين وحين تنتهي منهم سيكون هو على أهبة الاستعداد لمنازلتها قبل أن تفكر في استهدافه، بيد أن حساباته كلها كانت خاطئة.
ولعله وقف على ذلك حين وجد كل السهام موجهة نحوه، بمافيها سهام شركائه في الانقلاب وحلفائه في الحرب.
أخيرا صارت قدماه عاجزتين عن الحركة فضلا عن مواصلة الرقص، وباتت رؤوس الثعابين تهتز ساخرة منه وشامتة بما آل إليه مصيره حين أخذ رصاص حلفائه يخترق جسده وهو يتذكر "الجمهورية" التي خانها، و"الثورة" التي تآمر عليها، و"الديمقراطية" التي تاجر بها، و"الدولة" التي سلمها للعصابات، و"الوحدة" التي صادرها، و"الشعب اليمني العظيم" الذي أطلق آلاف القتلة والمجرمين لقتله في القرى والمدن والشوارع والطرقات والبر والبحر..
كان يحاول صالح أن يرقص، لكن الثعابين أجبرته أخيرا على الاستسلام كيما تقوم هي بالرقص نيابة عنه وفوق جثته.
وفيما سبق درس يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لكل القوى التي تظن أن بمقدورها تحنيط الزمن في لحظة معينة، أو الانفراد بالحكم والسيطرة وإقصاء البقية، إذ أن مظاهر القوة الخادعة ليست سوى فخ يتربص باولئك المسكونين بأوهام التسلط الأجوف والزعامة الخاوية.