الحوثيون والاحتفال بعيد الغدير
الإثنين, 19 أغسطس, 2019 - 09:22 مساءً
يصر البعض على ان الحوثيين قد تخلوا عن مذهبهم الهادوي وأصبحوا شيعة اثني عشرية، وان الأمر لم يعد مجرد إعجاب وتأييد للخميني وحزب الله، وإنما اعتناقا لمذهبهم مستدلين على ذلك بما يقوم به الحوثيون من إحياء للمناسبات الشيعية كما يفعل الشيعة الامامية في إيران وغيرها، ومن ذلك الاحتفال بعيد الغدير، ومأساة كربلاء، وشعار الصرخة، فهل إحياء هذه الشعائر دلالة على تحول الحوثي عن مذهبه؟ وما علاقتها بالمذاهب الشيعية؟ ومتى بدأ الهادوية بالاحتفال بعيد الغدير؟ وما موقف ثوار سبتمبر من إحياء هذه المناسبة السلالية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في عدد من المنشورات.
عيد الغدير عند الشيعة هو يوم الولاية على الإمام علي ويصادف يوم 18من ذي الحجة من كل عام أما من الأحاديث فإن أقوى دليل يورده الشيعة –بكافة طوائفهم- هو حديث الغدير "من كنت مولاه فعلي مولاه" وهو حديث مروي عند أهل السنة أيضا، ولكنهم لا يرون فيه أي دلالة على الولاية السياسية بل إن الإمام علي نفسه لم يرى فيه أي دلالة على أحقيته بالحكم ولم يستدل به حتى وفاته بحسب روايات الشيعة أنفسهم.
أولا: الاحتفال بالغدير عند الشيعة الاثنى عشرية
على الرغم من أن حديث الغدير هو عمدة الشيعة في ولاية الإمام علي وقد بدأ حديثهم عنه مع بداية نشوء المذهب، إلا أن الاحتفال بهذا اليوم بطقوس معينه لم تبدأ إلا في عهد البويهيين، الذين ظهروا في العصر العباسي الثالث الذي امتد من سنة 334هـ /946م، إلى سنة 656هـ/1258م.
وكان عصر ضعف وتدهور الخلافة العباسية حيث فقد الخليفة العباسي صلاحياته ولم يعد يملك من الأمر شيئاً وسيطر البويهيون على الحكم وتملكوا بغداد وتزايد نفوذ الشيعة، حيث كان البويهيون يعتنقون التشيع وكانوا في بداية أمرهم زيدية ثم تحولوا إلى شيعة غلاة، وابتدعوا بدعاً ليس لها إثارة من علم من كتاب أو سنة كالاحتفال بعيد الغدير وعاشوراء «انظر على سبيل المثال تاريخ الإسلام للذهبي 11/26، وتاريخ ابن خلدون، 3/522».
ويرى المؤرخون أن هذا العيد ابتدعه بالتحديد معز الدولة علي بن بويه سنة 352 قال النويري في "نهاية الإرب في فنون الأدب " ج1 ص 177 في ذكر الأعياد الإسلامية: وعيد ابتدعته الشيعة وسموه عيد الغدير، وسبب اتخاذهم له مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب يوم غدير خم، والغدير: تصب فيه عين وحوله شجر كبير ملتف بعضها ببعض، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي ابتدعوا فيه هذا العيد هو الثامن عشر من ذي الحجة لأن المؤاخاة كانت فيه في سنة عشر من الهجرة وهي حجة الوداع، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويصلون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبر الأجانب والذبايح.
وأول من أحدثه معز الدولة أبو الحسن علي بن بويه على ما نذكره إنشاء الله في أخباره في سنة 352، ولما ابتدع الشيعة هذا العيد واتخذه من سننهم عمل عوام السنة يوم سرور نظير عيد الشيعة في سنة 389 وجعلوه بعد عيد الشيعة بثمانية أيام وقالوا: هذا يوم دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم الغار هو وأبو بكر الصديق، وأظهروا في هذا اليوم الزينة ونصب القباب وإيقاد النيران. ا ه. وقال المقريزي في الخطط 2 ص 222: عيد الغدير لم يكن عيداً مشروعاً ولا عمله أحد من سالف الأمة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الإسلام بالعراق أيام معز الدولة علي بن بويه فإنه أحدثه سنة 352 فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا. ا ه.
ويتفق معهم مؤرخو الزيدية حيث يقول العلامة ابو طالب الحسني حسام الدين محسن بن الحسن بن القاسم : " وأول من سن نشر الأعلام، ووضعها بهذا اليوم في أعالي الدور والآطام معز الدولة بن بويه" (في كتابه طيب أهل الكساء ، تحقيق عبدالله محمد الحبشي باسم (تاريخ اليمن عصر الاستقلال العثماني الأول)، مطابع المفضل للأوفست ،صنعاء ،طبعة أولى 1411ه ــ1990م، ص88 ).
ومنذ ذلك الحين تزايد اهتمام الشيعة الإثني عشرية بعيد الغدير، وازداد اهتمامهم أكثر في العصر الحديث خصوصاً بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، لقد اهتم علماء الشيعة الإثنى عشرية بكل ما يتعلق بالغدير وهو ما جعلهم يجمعون كل شاردة وواردة متعلقة بهذا الحديث، حتى أن الشيخ عبدالحسين أحمد الأميني النجفي من علماء الشيعة أخرج سفراً كبيراً في ستة عشر مجلداً تحت عنوان "الغدير في الكتاب والسنة والأدب".
كما أن عيد الغدير أصبح في اعتقادهم أهم من عيدي الفطر والأضحى، وهذا ليس مجرد اعتقاد شعبي يروج بين عوام الشيعة وإنما اعتقاد ديني يفتي به كبار علماء ومراجع الشيعة المعاصرين (انظر على سبيل المثال فتوى اية الله السيستاني والتي كانت اجابة على سؤال ورد إليه على النحو التالي: هل يعتبر (عيد الغدير) أكبر وأعظم شأنا من عيدي الفطر والأضحى كما هو متداول بين العديد من الشيعة ؟ وما هي الروايات المحققة التي تسند هذا الرأي؟
الجواب: نعم هو أعظم الأعياد بعد المبعث النبوي الشريف لقوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) وللروايات الكثيرة الواردة في كتب الفريقين" استفتاءات السيد السيستاني السؤال رقم 1889 ، ج1 ، ص479.
الغدير عند أئمة الهادوية القدامى في اليمن
كان حديث الغدير وما يتعلق به هو عمدة أئمة الزيدية الجارودية أو الهادوية في اليمن وكانوا أكثر حرصا وتشبثا بحديث الغدير من الشيعة الاثنى عشرية لان الاخيرون اذا كانوا يهدفون فقط من حديث الغدير بيان صحة مذهبهم وإظهار ولاية الإمام علي والاثني عشر من ذريته، فان أئمة الهادوية كانوا يسعون من خلال ولاية علي إلى إثبات ولايتهم فمن قال بالنص والولاية لغلي قال بالولاية للائمة من ذريته.
ومع أنهم قد حاولوا ان يظهروا اختلافهم عن الشيعة الاثني عشرية وتقربهم لأهل السنة فقال بعضهم بالتوقف عن سب الخلفاء الذين سبقوا عليا إلا أنهم حرصوا على أن لا يؤثر ذلك على القول بالوصية للإمام علي وان الخلفاء الثلاثة أخطئوا في التقدم عليه، لكن ينبغي تحرزا عدم تكفيرهم أو سبهم، وعندما أراد بعضهم أن يجمع بين التشيع والترضي على الخلفاء الذين سبقوه قال عبدالله بن حمزة وهو من ابرز الأئمة القائلين بالتوقف عن سب الخلفاء أن ذلك محال وقال في بعض أجوبته الموجودة بخطه: وسألت عمن يرضي عن الخلفاء، ويحسن الظن فيهم وهو من الزيدية ويقول: أنا أقدم علياً - عَلَيْه السَّلام - وأرضي عن المشائخ، ما يكون حكمه، وهل تجوز الصلاة خلفه ؟
الجواب عن ذلك: أن هذه مسألة غير صحيحة فيتوجه الجواب عنها لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا يعلم في الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - بعد زيد بن علي - عَلَيْه السَّلام - من ليس بجارودي، وأتباعهم كذلك، وأكثر ما نقل وصح عن السلف هو ما قلنا -يعني التوقف- على تلفيق واجتهاد، وإن كان الطعن والسب من بعض الجارودية ظاهراً، وإنما هذا رأي المحصلين منهم، وإنما هذا القول قول بعض المعتزلة يفضلون علياً - عَلَيْه السَّلام - ويرضُّون عن المشائخ؛ فليس هذا يطلق على أحد من الزيدية.
لأنا نقول: قد صح النص على أمير المؤمنين (عَلَيْه السَّلام) من الله تبارك وتعالى ورسوله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وصحت معصية القوم وظلمهم وتعديهم لأمر الله سبحانه، وإن كانت جائزة المعصية والترضية، فما أبعد الشاعرُ في قوله: فويل تالي القرآن في ظلم الليـل وطوبى لعابد الوثن ومن حاله ما ذكرت لا يعد في الزيدية رأساً، وإنما هذا قول بعض المعتزلة، وصاحب هذا القول معتزلي لا شيعي ولا زيدي.
وأجمل من قال في أبي بكر وعمر وعثمان من آبائنا المتأخرين عَلَيْهم السَّلام إنما هو المؤيد بالله عَلَيْه السَّلام فنهاية ما ذكر أنهم لا يسبون، وأن سبهم لا تصح روايته عن أحد من السلف الصالح عَلَيْهم السَّلام.
فأما الترضية فهذا يوجب القطع على أن معصيتهم صغيرة فإن أوجدنا صاحب هذه المقالة البرهان على أن معصيتهم صغيرة تابعناه؛ فليس على متبع الحق غضاضة، ولكنه لا يجد السبيل إلى ذلك أبداً.
أو عصمتهم ولا قائل بذلك من الأمة، وشاهد الحال لو ادعى ذلك لفضحه؛ لأن طلحة والزبير من أفاضلهم وقد صح فسقهما بالخروج على إمام الحق، وإنما رويت توبتهما، ولم يرو من الثلاثة توبة عما أقدموا عليه من الإمامة وتأخير علي عَلَيْه السَّلام عن مقامه الذي أقامه الله سبحانه فيه ورسوله.
وأما الصلاة خلف من ذكرت ففي الصلاة خلاف طويل، وقد أجازها الأكثر خلف المخالفين ما لم يكن خلافهم كفراً؛ فالأمر في ذلك يهون، والاحتراز من الصلاة خلف من يقول بذلك أولى. انظر (مجموع السيد حميدان)، إصدار مركز أهل البيت للدراسات الإسلامية ، صعده وذلك ضمن الدفعة الرابعة الصادرة عن المركز عام 1424هـ، 2004م.ص296ــ 297)
ان استغلال الغدير أكثر وضوحا لدى من يسعون للسلطة (الهادوية) ممن أغلق بابها حتى ظهور الإمام المعصوم (الاثنى عشرية قبل نظرية ولاية الفقيه الخمينية) ، ولهذا لا غرابة ان أول من أبتدع الاحتفال بعيد الغدير (البويهيين) كانوا زيدية وكانوا يسعون لعزل العباسيين وتسليم السلطة للعلويين وهو ما ظل يقاتل من أجله الهادوية، واذا كان البويهيين قد تحولوا الى اثني عشرية وظلت تلك الطقوس ملازمة لهم حتى في ظل دويلات سنية لان احتفالهم بالغدير لم يكن يترتب عليه خروجا على مغتصبي الولاية من ال البيت لأن ذلك من اختصاص المهدي المنتظر عندهم.
خلافا للهادوية الزيدية التي ظلت ترفع السيف على الأمة التي سلبتها هذا الحق ،ولهذا لم ير أئمة الهادوية الأوائل ضرورة لاحتفالات شكلية تذكر الناس بيوم الولاية يوما فقط في العام ، اذ فرضوا ذلك في خطبة الجمعة كل أسبوع وفي كل المناسبات الدينية وغير الدينية يتم التذكير بالوصي وال البيت وفرضوا ذلك على الشيعة وغير الشيعة ،فقد ألزموا خطباء المساجد من الشافعية ان يبدأو بذكر الوصي وأولاده وان يكفوا عن البدء بذكر أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بحسب ما يعتقدون.
وهذا عبد الله بن حمزة يبعث برسالة الى أهل مأرب يامرهم بالاذان بحيي على خير العمل وخطبة ال البيت وذلك سنة597هـ ، ففي كتابه الاول يقول : "بلغنا أن أموركم على غير نظام، وأنكم ماضون على الخطبة لبني العباس، ولا تجوز الإمامة إلا لمن قام مقام رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الدعاء إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطهير نفسه وأجناده من الفساد والمعصية، وأنتم من أمركم في الغالب على غرور، وقد شاهدتم أفعالنا وما نحن عليه أولاً وآخراً. وبعد فنحن عترة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وخزان علم الله، وورثة كتابه وكذلك أذاننا هو أذان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأذان أبي بكر بعده، وأذان عمر صدراً من ولايته، وهو رواية عبد الله بن مسعود، وهو أذان علي عليه السلام، وعليه أجمعت العترة الطاهرة ـ عليهم السلام ـ وقد أمرنا إليكم بهذا الكتاب؛ فإن كنتم على ما بيننا وبينكم أمرتم المؤذن بالأذان بحي على خير العمل، وكان الخطيب من جهتنا، وحضرتم جمعتنا، فسيفان في غمدٍ إذاً لا يصلحان، واعتقدوا بعد ذلك ما شئتم".
وقد رد عليه فقيه شافعي بان أذانهم هو أذان غالبية الأمة وأذان الحرم المكي وهم على مذهب الإمام الشافعي وهو من هو علما ودينا، فغضب من ذلك عبدالله بن حمزة ورد عليهم برسالة ثانية شديدة اللهجة ، ذكر فيه انه ليس من حق هذا الفقيه أو غيره أن يجادل أبناء رسول الله الذين قرنهم الرسول بكتاب الله وأعطاهم دون غيرهم حق تفسيره وتأويله بل ومقاتلة من خالفهم في ذلك وبحسب قوله "فمن أجاب دعوتنا هذه العادلة غير الجائرة، الجامعة غير المفرقة، فهو مناّ وإلينا له ما لنا وعليه ما علينا، ومن كره ذلك حاكمناه إلى الله سبحانه وحاربناه، واستعنا بالله سبحانه عليه فغلبناه إن شاء الله سبحانه؛ وإنما نحن نقاتل هذه الأمة على تأويل كتاب الله كما قاتلهم أبونا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على تنزيله لأنه حط بين الدفتين لا ينطق بلسان، ولا بد له من ترجمان، ونحن تراجمته وورثته، وعندنا معرفة غرائبه، وعلم عجائبه، وقد قال جدنا -صلى الله عليه وآله وسلم- حيث قرنه بنا وقرننا به مخاطباً لأمته: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))"
ويختم الرسالة بتهديد صريح وواضح : " وقد امرناكم أن تؤذنوا بأذان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وتخطبوا بخطبة أهل بيت نبيكم، ثم شأنكم بعد ذلك وما بدا لكم وما اخترتم لأنفسكم، فإن فعلتم ذلك فأهلاً بالوفاق، وإن أبيتم {فأذنوا بحرب من الله ورسوله}، {إن الله لا يحب الخائنين}، {ولتعلمن نبأه بعد حين}، {ولا عدوان إلا على الظالمين}، وكنا أبرياء من كل عقد لبعضكم أو لكلكم ومن كل منشور كذلك، وكان الله الناصر لأولى الفريقين بالحق،" والسلام. وقد وجدوا أنفسهم أمام طاغية لا يقيم وزنا لحرية العقيدة والمذهب.
فعاد جوابهم في الامتثال إلا في تقديم علي ، فقد قالوا أنهم يترضون عليه ضمن ترضيهم على الخلفاء الراشدين ، لكنه رفض ذلك أيضا وكتب إليهم:
"أما ما ذكرتموه من التقديم في الخطبة فلم نقدم علياً عليه السلام سهوةً ولا هوى، ولا قدمناه إلا لأن الله سبحانه قدمه في كل مكرمة، لم يسجد لصنم أبداً، ولم يتأخر في حرب عن الحومة العظمى حتى كانت كلمة الله هي العليا وكلمة الشيطان وحزبه السفلى، ومنه ذرية رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وعلمه لا يخالف في ذلك أحد من العلماء، وأمس الخلق برسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم
ـ رحما، وهو خامس أصحاب الكساء، وقد وقعنا نحن وإياكم في فرقة عمياء، لا رضيتمونا إلى الله تعالى أدلاَّء فنوطيكم المحجة البيضاء، ولا نزلتم منزلة العلماءفنحاكمكم إلى كتاب الله وسنة المصطفى؛ إنما هو فجر أو بجر، فلا تركبوا الدهماء فتخسروا الآخرة والدنيا، وارضوا بنا أئمة نرضكم لنا تبعا، ولا تأخذكم حمية الجاهلية الجهلاء"(انظر: كتاب مراسلات الامام عبدالله بن حموة تحقيق عبدالسلام الوجيه ، ص 17 ــــ 18).