×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين

أريد أن أحتضن أبي.. من أحلام أطفال المختطف (الدكتور أحمد عكيري) الذي يواجه قراراً حوثياً بالإعدام

العاصمة أونلاين - خاص


الأحد, 02 أغسطس, 2020 - 09:08 مساءً

المختطف الدكتور أحمد عكيري

(ماما أتمنى لو أنا قرطاس لكي أطير وأدخل الأمن السياسي أحضن بابا وأحبه عشان لا يصيحوا فوقه لو عرفوا أني أنا ابنته) أمنية تلخص معاناة أطفال المختطفين قسراً لدى جماعة الحوثي الانقلابية وهم يعدون الأيام والليالي, علّهم يحتضنون آباءهم مجدداً, ناهيك عن الأعياد الدينية والمناسبات التي تزيد من شوقهم ووجعهم, الذي قد يلين له الصخر, لكنه لن يجد النفاذ إلى قلوب الحوثيين, التي قدت من حجر هم والداعمون لها والصامتون عن جرائمها وهي تمعن في تعذيب آلاف المختطفين من المدنيين في سجونها وأقبيتها القاتمة.

 

الجملة أعلاه تعود إلى ابنة المختطف قسراً في أقبية الأمن السياسي بالعاصمة صنعاء, (الدكتور أحمد يحيى محمد عكيري) تفسر لحظات رؤيتها الأولى لأبيها بعد اختطافه وإخفائه لأشهر, ثم يسمح الحوثيون في مقابلته, لتظل المقابلة مرتسمة في ذهن الصغيرة, بعد أن رأته وهو في صورة أخرى غير التي تعهدها, وقد تغيرت ملامحه جراء التعذيب السادي الذي تعرض له.

 

تقول أم الطفلة: إن ابنتها لم تستطع احتضان أبيها في أول زيارة لهم لزوجها المختطف, للتغير الواضح في جسده وشكله وأثر الجروح والندوب "تعرض "زوجي" لأبشع أنواع التعذيب, كان هزيلاً, مريضاً, متعباً"

 

الدكتور أحمد يحيى عكيري في الخامسة والأربعين من عمره, أب لسبعة أطفال, يواجه حكم بالإعدام من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة, في صنعاء, مع 29  آخرين من المختطفين المدنيين.

 

أختطف من أحد شوارع العاصمة, في أوائل العام 2016م, خرج لاستلام راتبه, ولكنه لم يعد إلى اللحظة, تصف زوجته, بأن انتظارها كان صعباً ومؤلماً, كانت تعلم بأنه لم يكن في حوزته سوى 800 ريال, استولى عليها القلق, أخفى الحوثيون أمره, وبعد بحث طويل ومرهق, كشفوا لها وأسرتها مكان اعتقاله.

 

أربعة أعوام من الألم والمعاناة تعيشها أسرة "عكيري" ينتظرون خبر الإفراج عنه بفارغ الصبر, لا يجدون إلا الابتهال أن يتغير حالهم, ويستعيدون حياتهم, التي فقدوا طعمها بسبب الاختطاف غير القانوني له, ناهيك عن تعذيبه, ومن ثم إصدار الأحكام الجائرة عليه, وصلت إلى حد قرار حوثي بالإعدام, مما ضاعف من حالتهم النفسية, أصبحوا يتخيلون حبل المشنقة, كأنه حقيقة من هول الخبر الذي وقع عليه كالصاعقة, وهم يعلمون ويعلم مختطفوه بأنه مدني وأكاديمي وتربوي تشهد على ذلك سيرته الوظيفية والأكاديمية, التي وصل فيها إلى درجة الدكتوراه.

 

تصف الزوجة أن أكثر معاناتها كان من قبل أطفالها, خصوصاً في المناسبات العيدية, التي يزداد فيها شوقهم لأبيهم, تقول: "عانينا في غيابه الأمرين, والألم الذي لا يتحمله أي شخص فكنت أعجز كأم أن أجيبهم عن غياب أبيهم, ماذا أقول لهم؟, أصبح أطفالي مصابين بالحزن الدائم والشديد, كل ذلك أثر على صحتهم ونفسيتهم".

 

لا سؤال غير "أين أبي.؟" سؤال متكرر يضعه سبعة أطفال على أمهم, إذ تتحول المناسبات والأعياد إلى حالة من البكاء المتواصل, أصبحت أمنيتهم أن يخفف السجان من وطأة سوطه على ظهر أبيهم, أن لا يتألم أكثر في سجن مبنى الأمن السياسي, القلعة العتيدة, التي لا يستطيع أحد الدخول إليه, غير أمنية الطفولة البريئة كما تقول الأم: " إحدى البنات فاجأتني ونحن نمشي في الشارع أخبرتني عن أمنيتها بأن تتحول إلى قرطاس طائر لتتمكن من الدخول إلى المبنى, من أجل أن تحضن أبيها, وتقبله على خده, من أجل لا يرفعوا أصواتهم عليه, حين يعرفون إنها ابنته".

 

تتساءل الزوجة, ما الذنب الذي اقترفه, حتى يستحق قرارا جائراً, يسبب كل لحظة الألم لي ولأطفاله ولأسرته, ألماً لا أستطيع أن أصفه, الحوثيون أقدموا على أمر جسيم بحق عائل أسرتنا, ولن نسكت, وسنظل رافعين قضيته حتى نجد الإنصاف, وأن يتم الإفراج عنه أولاً دون قيد أو شرط.

 

وترى أسرة الدكتور عكيري بأن محاكمته باطلة, ولا تعترف بها, وأنه تعرض كثيراً للإساءة والإهانة, فمحاكمة الحوثيين له باطلة, وصلت إلى درجة حرمانه من كل حقوقه كإنسان,  وإهانته أمام القاضي, الذي لم يحرك ساكناً, ولم يكن محايداً, إنه يقول ما يريده الجلاد.

 

حصل عكيري على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز, وعمل في السلك التعليمي كمعلم لمدة عشرين عاماً ثم موجهاً في وزارة التربية والتعليم, كما يحمل عدداً من الشهادات في المهارات المختلفة.

 

ويواجه الدكتور عكيري وزملاؤه (29 مختطفاً) قراراً حوثياً بالإعدام من "المحكمة الجزائية المتخصصة", والتي حكمت في التاسع من يوليو من العام الماضي في جلسة غير معلنة, قضت بإعدامهم ومنهم الدكتور يوسف البواب أستاذ اللسانيات في جامعة صنعاء, والدكتور نصر السلامي.

 

 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير