الأخبار
- أخبار العاصمة
الحوثيون يجندون «المهمشين» ويقفذوهم إلى محارق الموت.. عامل نظافة يروي تجربته المريرة
العاصمة أونلاين - صنعاء
الأحد, 29 أكتوبر, 2017 - 06:26 مساءً
يلقى “مهمشون” جندتهم، مليشيا الحوثي، “الإهمال والتمييز” بعد تعرضهم لإصابات خلال القتال في صفوف الانقلابيين على عكس فئات أخرى تحظى برعاية واهتمام بالغين.
ويروي أحد المصابين لـ”إرم نيوز”، تفاصيل معاناته بعد إصابته أثناء قتاله مع الحوثيين، لينضم إلى مئات الضحايا الذين أغراهم القتال من أجل الامتيازات المالية إثر تدهور أوضاعهم الاقتصادية بعد توقف رواتب القطاع الحكومي.
“محمد” وهو اسم مستعار كان يعمل عامل نظافة في أمانة العاصمة اليمنية صنعاء، وبعد توقف الرواتب ذهب للقتال مع الحوثيين تحت إغراء الامتيازات المالية.
وقال إنه “أصيب ببتر في قدمه جراء قصف للتحالف على “جبهة تعز” فيما تعرض وجهه إلى تشوهات، أقعدته في منزله وفاقمت من أوضاعه الاقتصادية الصعبة”.
وعن تفاصيل ما أصابه، يقول “محمد” ابن السابعة والعشرين عامًا، إنه “قبل الذهاب إلى القتال مع الحوثيين تعرف على أحد العناصر فأخبره إنهم بحاجة إلى كل الشباب للالتحاق بالجبهات وحتى المهمشين منهم فكلهم يمنيون والمليشيات لا تميز بين أحد وآخر”.
ويتابع “قبلت بالقتال في تعز بعد أن تعهد لي ذلك العنصر بدفع رواتبي المتأخرة، وبقيت معهم مدة شهر وقاموا بإعطائي 50 ألف ريال.
وكشف “محمد” عن التمييز الذي لاقاه من قبل الحوثيين وكيف أنه عندما أصيب بقي في العراء لكن آخرين كانا معه نقلا إلى مستشفى ميداني يتبع للمليشيا الانقلابية فورًا، لكنه أسعف لاحقاً بواسطة دراجة نارية”.
وقال إنه سمع أحد المسعفين يخبر الفريق الطبي -الذي بتر قدمه فيما بعد- “هذا خادم” في إشارة إلى “اللفظ الذي يطلق على عمال النظافة المهمشين في اليمن”، مضيفًا بحسرة “ما زلت في نظرهم خادمًا رغم ما قدمته لهم”.
وأشار إلى أنه بعد نقله إلى مستشفى عسكري في صنعاء على متن شاحنة شاهد العديد من المهمشين الذين كانوا يعانون من الإهمال ويصارعون الألم دون أن يلتفت إليهم أحد.
وأكد أنه صرخ في وجه طبيب مر أمام سريره، متجاهلاً إياه إلى سرير آخر، “لماذا تتركوننا بدون علاج؟”، ليرد عليه الطبيب بغضب “هذا سيد وأنت خادم”.
وبعد مضي 4 أشهر على إصابة “محمد” التي لازمته المشي على عكازين، لم يلتفت إليه أحد من الذين دفعوا به إلى القتال.
وبحسب التقسيمات الإيديولوجية والاجتماعية التي تنتهجها جماعة الحوثي فإنها تتكون من 3 مراتب.
وتأتي فئة “السادة” بالمرتبة الأولى وتوكل إليهم المهمات القيادية ومراكز صنع القرار ويعملون من الصفوف الخلفية للجبهات، فيما تأتي بعدها مرتبة “القبائل” وهم القوة الأكبر عددًا في المليشيات الانقلابية.
وأخيرًا يأتي “المهمشون” وهم مقاتلون عاديون ينخرطون في الجبهات الأمامية ويقاتلون إلى جانب أبناء القبائل، ولا توكل لهم أي مهام قيادية باستثناء استخدامهم كمقاتلين وجنود لنقل العتاد والذخائر ولا يحظون برعاية إذا أصيبوا كما يحدث مع باقي الفئات.