×
آخر الأخبار
نحو 70 منظمة مجتمع مدني تدين انتهاكات مليشيات الحوثي ضد المساجد ودور القرآن جماعة الحوثي تنقل الدكتور "العودي" ورفيقيه إلى سجن جديد في صنعاء المبعوث الأممي يختتم زيارته للرياض وأبوظبي دون لقاء الرئيس العليمي اللجنة الوزارية تختتم تحقيقاتها في حادثة العرقوب وتقر إيقاف شركة "صقر الحجاز" رابطة حقوقية: اختطاف الدكتور "العودي" ورفيقيه يُعد عملاً انتقامياً ورسالة ترهيب لكل صاحب رأي هيومن رايتس ووتش تدين اختطاف الحوثيين للأكاديمي حمود العودي ورفاقه في صنعاء مليشيا الحوثي تقتحم مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء منظمة "دي يمنت" تدين اختطاف وإخفاء الدكتور "العودي" ورفاقه من قبل جماعة الحوثي  الأحزاب السياسية في مأرب تطالب الحكومة بسرعة صرف مستحقات جرحى الجيش   جرحى الجيش في تعز يطالبون بمستحقاتهم المتأخرة

الإصلاح والتهم الجاهزة

الثلاثاء, 21 أكتوبر, 2025 - 08:02 صباحاً

مؤخرًا، لم يعد في وسع المرء أن يُحصي عدد التهم التي تُرمى في وجه حزب الإصلاح ليلًا ونهارًا، تهمٌ جاهزة الصنع، مكرورة حتى الابتذال، توزَّع بالجملة والتجزئة على مقاس المزاج العام. فالحزب متهم حين يفعل، ومتهم حين يكف عن الفعل؛ متهم حين يصمت، ومتهم حين يتكلم؛ متهم حين يؤيد، ومتهم حين يعارض؛ متهم حين يقبل، ومتهم حين يرفض. باختصار، الإصلاح مذنب في جميع الحالات، حتى تلك التي لا صلة له بها.
لقد تحوّلت التهمة ذاتها إلى بنيةٍ قائمةٍ بذاتها، تُلقى بلا دليل، وتُتداول بلا وعي. الكل يشارك في الجوقة، يردّد اللحن نفسه بطرقٍ مختلفة، والنتيجة ضجيج هائل لا يحمل معنى سوى رغبة دفينة في تحميل الحزب وزر كل شيء. فكل حدثٍ يُفسَّر باعتباره مؤامرة إصلاحية، وكل أزمةٍ تُعلَّق على مشجب “الإصلاح”، حتى تلك التي ولدت في عقول خصومه.
الغريب أن هذا السيل من الاتهامات بلغ من التناقض حدًّا يجعله ينقض نفسه بنفسه. لو حاولت أن ترتبها في قائمةٍ موحدة لتكوّن لديك مشهد عبثي، خليطٌ من الأقوال التي تصطدم ببعضها كما لو أنها تُحاكم الحزب بتهمٍ متعاكسة في اللحظة ذاتها. فكيف يمكن لحزبٍ أن يكون في آنٍ واحد "مسيطرًا على الشرعية" و"يحارب الشرعية"؟ كيف يمكن أن "يطيل الحرب" و"يسعى للاستحواذ على الحكم بسرعة"؟ كيف يُقال إنه "يسيطر على الجيش الذي يقاتل الحوثي"، بينما يُتهم في الوقت ذاته بأنه "متواطئ مع الحوثي"؟
إنها ليست اتهامات بقدر ما هي أدوات تشويش ممنهجة، تُستخدم لتفريغ المعنى وتشويه الوعي الجمعي. خلف هذا الخطاب المزدوج يقبع وعيٌ مهزومٌ يبحث عن كبش فداء، ليُسقِط عليه عجزه وفشله. فكلما ضاق الواقع، واشتد العجز، كان لا بد من خلق “عدو جاهز” تُلقى عليه التهم.
لقد نجح خصوم الإصلاح في تحويل الحزب إلى مرآةٍ تعكس تناقضاتهم، وإلى شماعةٍ تُعلَّق عليها خيباتهم. وهكذا أصبح الإصلاح في خطابهم مسؤولًا عن كل ما يحدث، وعن ما لم يحدث بعد، وعن ما لن يحدث أصلًا.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1