×
آخر الأخبار
المبعوث الأممي يدين بشدة حملة الاختطافات الحوثية بحق موظفي الأمم المتحدة بصنعاء الارياني يدين الإجراءات الحوثية بحق الإعلامية "سحر الخولاني" وعائلاتها بصنعاء "نقابة الصحفيين" تطالب بالإفراج الفوري عن "المياحي" وترفض الإجراءات الحوثية بحقه ثائر اللوزي.. أردني أسره حب الأقصى وحرره صمود غزة قوات الجيش تحبط محاولتي تسلل لمليشيا الحوثي في تعز مقاومة صنعاء تدعو مجلس القيادة لاستكمال معركة استعادة الدولة الحكومة تدين اختطاف 13 من موظفي الأمم المتحدة بصنعاء صنعاء.. احتجاجات في هيئة المواصفات والجودة رفضا لسياسة التمييز المناطقية "انجاز استراتيجي".. سخرية مستمرة من الاحتفال الحوثي الباذخ بافتتاح نافورة وسط صنعاء وزير النقل يدعو التجار والخطوط الملاحية إلى تسيير رحلاتها للموانئ المحررة

سر هذا المختطف

السبت, 11 نوفمبر, 2017 - 06:58 مساءً

 
كان معنا في الكلية. من سمته الهدوء في كل شيء، خطواته الوئيدة في الممرات، ونبرته الخفيضة حين يناقش الدكاترة بأدب جم.
 
يتحدث بلكنة هجينة من العامية والفصحى، كان حريصًا على أن يحجز مقعده في الصفوف الأولى كي يكون قريبًا من الدرس بعيدًا عن جلبة الصف الأخير.
 
كان هشام طرموم مزيجًا من أصالة الريفي وزنجبيلية سجاياه، يسعى لمساعدة الآخر متخليًا عن فكرة احتياجه المُلح لمن يساعده، يرى إلى الأرض إذا رأى اثنين منفردين، ورغم ملامحه الحزينة لا بد أن يبتسم كل صباح، فهو أول من يصل إلى الكلية مستمتعًا بطلعة الشمس مستنشقًا غبار أروقة المبنى القديم إذا ما حضرت عاملة النظافة قبله.
 
كنا سوية ضمن مجموعة لا تعرف تطقيم الملابس
 
 الجاكيت غير لون البنطلون، نحن نرتديه لنتوقى البرد
 
في القميص بياض، نعبر به عن القلب النابض تحت الجيب الفارغ
 
والحذاء لا يلتمع، ما جدوى الدلال إن كانت كل الأحذية لها هدف واحد: حماية القدم.
 
كان هشام متمسكًا بأنفة اليمني وغيرته على القيم مثل أي قروي وافد على المدينة، لم يكن ذنبًا ارتياده لمقر الإصلاح، فالحزبية ليست مُجرّمة والنقاش الحزبي في ذروته. كان خجولًا يخشى أن يراه الأصدقاء وهو يخرج العملات المعدنية الصدئة لدفعها مقابل قلص شاي سفري.
 
كان محتفيًا بكفاحه رغم تواريه، يناضل لأجل الطلاب، ويكافح لنيل شهادة البكالوريوس.
 
لكن الظروف لم تمكنه من مواصلة الدراسة.
 
إثر ذلك فتح الجيش باب التجنيد، فأوقف هشام قيده في الكلية، لم نساعده نحن ولم يساعده الحزب، وهو لا يحدث أحد عن حاله، ذهب هشام لتأدية الفترة الميدانية داخل المعسكر، ليس من أبناء الذوات كي يمنحوه راتبًا ولا يملك واسطة ليستلم المال ويدرس.
 
تخيلوه وقد اسودت بشرته القمحية، كأنها شُويت على أثفية عند عين الشمس، ورأس حليق غبرته أتربة الميدان، وبنية مهزولة تنحتها المعاناة كل يوم عن يوم.
 
ناضل هشام من أجل حلمه في مختلف أنحاء الحياة، سياسية، عسكرية، واصل الدراسة بعدنا وبدأ يحرر الأخبار.
 
وحين اقتحم الحوثيون صنعاء؛ أخذوه.
 
سيفصلون له تهمة فضفاضة، سينقله الخاطفون من قبو إلى قبو، وهشام شاب مسكين يكافح بصمت، عزة نفسه تقيده عن ذلة الاستجداء، ينظرون إليه بهلع متخيلين بأنه يحيك المؤامرات عليهم، منذ سنة ونصف أو تزيد لم تتغير المعادلة، ما يزال هشام مختطفًا، لا يعرف الهواشون من علية الحوثيين أنهم حين يطلقون هشام، سيتذوق مرارة المعاناة وهو يناضل لأجل توفير قيمة ما يتصل به لوالدته ليبشرها بخروجه، كي تعفيه من مشقة السفر إليها إلى حين لملمة مصروف الطريق.
 
أنا آسف يا هشام.. هل بحت بسر من أسرارك؟!
 
ليس لدي ما أساعدك به.. حتى الكلمات. اخرج لتساعدنا من ورطة المعيشة هذه، ربما يكون في حسبانك حلًا.


نقلاً عن "يمن مونيتور".

 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

سلمان الحميدي