جمال المعمري : شهادة على التوحش
الاربعاء, 04 أبريل, 2018 - 04:17 مساءً
كان هو أول من أبلغني عن استشهاد المرحوم حميد القشيبي عبر التلفون من (عمران) حيث كان جمال متواجدا ، فنصحته بمغادرة المدينة فورا والاتجاه نحو (جبل عيال يزيد)تفادياً لشر الحوثي ، وحليفه ، فاتجه نحو صنعاء ، كما أخبرني بعد يومين بالهاتف ، وأبلغني أنه مطارد من زبانية الحوثي بوشاية من أحد أعضاء مجلس النواب (أتحفظ عن إسمه ) فنصحته بالحيطة والحذر ، فاتصلت به بعد ثلاثة أيام فإذا بتلفونه في حالة إغلاق مسستمر ، فاستبان لي أنه قد اختطف وأخفي في أحد السجون .
تم إخفاؤه وهو في كامل صحته ومشى على قدميه مصحوباً إلى محبسه ، وعلى مدى ما يقرب من أربع سنوات تعرض لتعذيب مهول سبق لي أن أشرت إليه منذ عام . وقبل أيام تم إخراجه من محبس إخفائه وإيصاله إلى مأرب ضمن صفقة تبادل أسرى ، وكانت الفاجعة اللامعقولة أن الرجل في حالة شلل تام!
لا أشك في أن الرجل أصيب بالشلل الكامل منذ أمد ليس بالقليل في مكان إخفائه ، ولو كان مخفياً من إحدى عصابات (المافيا) لحفظت له الحد الأدنى من حقوق الإنسان ولأودعته إحدى المشافي على نفقتها ، ناهيك عن تسليمه لأهله وأولاده ، ولكن (ابن بنت رسول الله )جاوز اللامعقول في إجرام كل المجرمين على وجه الأرض قاطبة ، فتركه في مكان إخفائه على حاله ، ولَم يفرج عن الميت المشلول إلا في إطار صفقة تبادل ، ولا غربة في هكذا سادية لمن تعود على أشد أنواع الإجرام وحشية وقذارة ، أو كما قال(المتنبي) :
وَمَنْ يباليْ بِذَنْبٍ إذا تَعَوّدَ كَسْبَهْ
فيا كل المعنيين بحقوق الإنسان في داخل البلاد وخارجها: قوموا بواجبكم فلديكم دليل بواح على مدى اللامعقول للتعمد الوحشي للإنسان تجاه أخيه الإنسان ...
وَيَا كل المقاتلين مع الدولة ونظامها وفِي أي جبهة كُنتُم : في الميدان أوفِي السياسة ، أوفِي الإعلام ، أوفِي الثقافة.. إعلموا أن هذه القضية المدمية لكل قلب كافية لوحدها لعدالة قتالكم للتمرد المتوحش الذي أثق ثقة لاحدود لها أن عمره إلى فناء قريباً بإذن المولى