الأخبار
- أخبار محلية
"صنعاء تقاوم ".. (رصد خاص) عن تنامي السخط الشعبي في وجه الحوثيين خلال العام 2024
العاصمة أونلاين/ خاص
الثلاثاء, 28 يناير, 2025 - 07:54 مساءً
شهدت العاصمة المختطفة صنعاء خلال العام 2024م مئات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية المسلحة وغير المسلحة، للمطالبة بالعدالة وإطلاق سراح مشايخ ووجهاء قبليين، ومدراء مؤسسات مدنية، وصرف رواتب ومستحقات تنهبها مليشيا الحوثي منذ نحو 7 أعوام.
الاحتجاجات الشعبية الغاضبة تركزت في "مداخل صنعاء، وميدان السبعين، والمدارس، والمعاهد"، وتمكن المحتجون من انتزاع مطالبهم، وأجبروا مليشيا الحوثي على الرضوخ لإرادتهم، الأمر الذي عزز قوت وصلابة الإرادة الشعبية، وضاعف أيضا من انتكاسة المليشيا أمام غضب الشارع.
أما عن الممارسات والجرائم الحوثية فقد "تمثلت في اختطاف المشايخ والوجهاء، ونهب الأموال، وتقييد الحريات، وفرض الضرائب الباهظة، والتستر على القتلة والتكفل بحماية المتورطين في جرائم غير أخلاقية، إضافة إلى التضييق على المواطنين، والإجراءات الاقتصادية القاتلة والاختطافات والتصفيات الممنهجة"، وهو ما يرفضه اليمنيون.
"العاصمة أونلاين" رصد تصاعد عمليات الرفض الشعبي ضد الممارسات والانتهاكات، التي ترتكبها مليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء خلال العام 2024. واستعرض أبرز عمليات الرفض في هذا التقرير، والمطالبات الشعبية، التي تجسّد رفض السكان للهيمنة الحوثية على حياتهم اليومية، بطريقة أو بأخرى.
اعتصامات مسلحة
شهد ميدان السبعين، ومنطقة حزيز، ومديرية بني الحارث، وحي الحصبة ، ومنطقة جحانة في محافظة صنعاء اعتصامات ووقفات احتجاجية مسلحة نفذها أبناء القبائل، وبحسب رصد مركز "العاصمة الإعلامي" فقد شهدت تلك المناطق نحو 38 اعتصام ووقفة مسلحة لـ" قبائل الحدأ، وحراز، وإب، وخولان، وبني مطر، وبني الحارث وأرحب، وقبائل وصاب، وقبائل ووجهاء تهامة".
ونجحت القبائل في انتزاع معظم مطالبها من الحوثيين رغم التعنت الذي تتسم به الجماعة، نذكر على شبيل المثال لا الحصر قبائل الحدأ والتي استطاعت اخراج الشيخ "أبوزيد الكميم" رئيس نادي المعلمين وتراجع مليشيا الحوثي عن معظم قراراتها بعد إطلاق سراحه.
ونهاية يونيو الماضي (2024) أعلنت قبائل خولان احتشادها المسلح بمنطقة "الشرزه" شرقي صنعاء تنديدا باقتحام عناصر الحوثي منزل الشيخ "أحمد شديق " أحد مشايخ خولان في صنعاء، ونجح الاحتشاد القبلي في اخراج الشيخ "شديق" بعد 24على اختطافه من منزله.
وفي نوفمبر الماضي نجحت قبائل محافظة إب ومن خلال اعتصامها في السبعين وفي منطقة دار سلم من اجبار مليشيا الحوثي على ضبط "علوي الأمير" المتهم بقتل الشيخ "صادق أبو شعر بعد تهربه لنحو أسبوعين وانكار الجريمة، ونجحت كذلك قبائل ووجهاء إب في اخراج الشيح أمين راجح.
وقفات احتجاجية
كما شهدت العاصمة المختطفة صنعاء وقفات احتجاجية متعددة للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية رفضاً للتعسفات الحوثية بحقهم، وللمطالبة باستعادة حقوقهم وأموالهم، التي تمت مصادرتها بذرائع واهية، وبحسب الرصد نفذت المؤسسات والكيانات المدنية 54 وقفة احتجاجية خلال العام الماضي.
حيث نظم موظفو شركة برودجي أكثر من 14 وقفة احتجاجية أمام النيابة، وامام مقر الشركة للمطالبة بفتح الشركة وإطلاق سراح مديرها المهندس عدنان الحرازي الذي مر على اختطافه ما يقارب عامين، وما تزال الوقفات الاحتجاجية للموظفين مستمرة حتى يناير 2025.
كما نفذ المئات من الطلاب والطالبات في مراكز المعاقين وقفات احتجاجية واسعة ومتعددة امتدت من صنعاء الى المحافظات الأخرى غير المحررة مثل عمران وذمار وإب والحديدة لمطالبة صندوق رعاية المعاقين والذي تديره مليشيا الحوثي بصرف الموازنات التشغيلية لمراكز ومدارس المعاقين.
تلك المراكز نفذت إضراباً واسعاً، خلال أغسطس الماضي، وتدخلت وساطات لوقف الإضراب بعد وعود بصرف الموازنات، لكن مماطلة صندوق المعاقين عن الوفاء بوعوده دفع تلك المراكز والمدارس الى تنفيذ أكثر من 54 وقفة احتجاجية في صنعاء والمحافظات غير المحررة.
رمضان والرفض الشعبي
يواجه سكان أمانة العاصمة المختطفة صنعاء في شهر رمضان العديد من القيود والكثير من الانتهاكات، التي ترتكبها مليشيا الحوثي وتزيد فيه حالات المضايقات والقمع المستمر على المواطنين، لكن تلك الممارسات تواجه برد فعل قاسي وقوي من السكان بشكل مستمر.
بهذا الأمر، رصد مركز العاصمة 16 مواجهة بين السكان ومليشيا الحوثي، خلال رمضان الفائت، وكانت الدوافع هي دفاع السكان عن إقامة صلاة التراويح التي لا تؤمن بها مليشيا الحوثي، وكان أبرز تلك المواجهات الاشتباكات التي وقعت جوار الإدارة العامة للمرور، في شارع تعز، جنوب صنعاء، بين مواطنين وعناصر أمن تابعين للميليشيا، وذلك إثر محاولة عناصر الميليشيا وقف صلاة التراويح في مسجد "عمر بن الخطاب"، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد عناصر مليشيا الحوثي وجرح آخرين.
ثورة 26سبتمبر
تجددت ثورة 26سبتمبر في نفوس اليمنيين، حيث شهدت صنعاء والمحافظات غير المحررة احتفالات لا تحصى في المدن والقرى وفي المؤسسات الحكومية وفي اسطح المنازح، تم اطلاق الألعاب النارية واشعال النيران ابتهاجا بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
حاولت مليشيا الحوثي قمع الاحتفالات الشعبية بثورة 26سبتمبر من خلال تنفيذ حملة اختطافات استباقية واسعة للشباب ، وكثفت من انتشار عناصرها الأمنية في المحافظات خصوصا في صنعاء وإب لكن تلك الإجراءات لم توقف الاحتفالات الشعبية التي عمت كل المدن والقرى والمنازل اليمنية وهو ما يعكس الوعي الكبير الشعبي بخطورة الإنقلاب الحوثي.
حالة سخط مجتمعية
وفي 16نوفمبر2024م، أشعل أحد عناصر الحوثيين ويدعى "عبدالغني الرازحي"، النار على جسده في ميدان السبعين احتجاجًا على نهب قيادي حوثي لأرضه من قبل ما تسمى بهيئة الأوقاف التابعة للمليشيا التي يرأسها عبدالمجيد الحوثي. وهو ما يعكس حالة السخط والغليان في الأوساط الاجتماعية بما فيهم الموالون للحوثيين، جراء عمليات النهب المنظمة لممتلكاتهم من قبل قيادات المليشيا.